[٢١ - تفسير سورة الأنبياء وهي مكية، وعدد آياتها ١١٢]
وجه تسميتها سورة الأنبياء أنها ذكر فيها ستة عشر نبيا، ولم يذكر هذا العدد إلا في سورة الأنعام وفيها ثمانية عشر نبيا ولكنها سميت بالأنعام لاختصاصها بذكر أحكام الأنعام.
• عن عبد الله بن مسعود قال: بني إسرائيل، والكهف، ومريم، وطه، والأنبياء، هن من العتاق الأول، وهن من تلادي.
صحيح: رواه البخاري في التفسير (٤٧٣٩) عن محمد بن بشار، حدثنا غندر، حدثنا شعبة، عن أبي إسحاق قال: سمعت عبد الرحمن بن يزيد، عن عبد الله فذكره.
قوله: "من العتاق" بكسر العين جمع عتيق وهو ما بلغ الغاية في الجودة.
وقوله: "والتلاد" بكسر التاء ما كان قديما، والأولية باعتبار النزول لأنها مكيات، وأنها أول ما حفظها من القرآن.
١ - باب قوله: {وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ (١٩) يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ (٢٠)}
قوله: {وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ} أي: الملائكة دائبون في طاعة الله عز وجل وعبادته ليلا ونهارا دون انقطاع، كما جاء في الحديث:
• عن حكيم بن حزام، قال: بينما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أصحابه إذ قال لهم: "تسمعون ما أسمع؟ " قالوا: ما نسمع من شيء، قال: "إني لأسمع أطيط السماء، وما تُلام أن تئط، وما فيها موضع شبر إلا وعليه ملك ساجد أو قائم".
حسن: رواه ابن نصر المروزي في "تعظيم قدر الصلاة" (١/ ٢٥٨) والطبراني في "الكبير" (٣/ ٢٢٥ - ٢٢٤)، وأبو الشيخ في "العظمة" (٣/ ٩٨٦) كلهم من طريق عبد الوهاب بن عطاء، ثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن صفوان بن محرز، عن حكيم بن حزام، فذكر الحديث.
وإسناده حسن من أجل عبد الوهاب بن عطاء، وهو الخفاف أبو نصر، وهو وإن كان من رجال مسلم، فقد تكلم فيه بعض النقاد إلا أنه حسن الحديث.
وسعيد بن أبي عروبة قد اختلط بآخره، إلا أن عبد الوهاب بن عطاء سمع منه قبل اختلاطه.