والأسفار أكثر من المقيم، وذلك لأنهم يوقدونها ليلا لتهرب منهم السباع، ويهتدي بها الضلال وغير ذلك من المنافع.
وقالوا أيضا: المقوي من الأضداد يقال للفقير مقو لخلوّه من المال، ويقال للغني مقو لقوته على ما يريد، والمعنى أن فيها متاعا للأغنياء والفقراء جميعا، لا غنى لأحد عنها. ذكره البغوي في تفسيره.
• عن ابن عباس قال: مُطِرَ الناس على عهد النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: "أصبح من الناس شاكرٌ، ومنهم كافرٌ، هذه رحمة الله، وقال بعضهم: لقد صدق نوءُ كذا وكذا". فنزلت هذه الآية:{فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ} حتى بلغ: {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ (٨٢)}.
صحيح: رواه مسلم في الإيمان (٧٣) عن عباس بن عبد العظيم العنبريّ، حدثنا النضر بن محمد، حدثنا عكرمة - وهو ابن عمار -، حدثنا أبو زُميل، قال: حدثني ابن عباس، قال: فذكره.
• عن زيد بن خالد الجهنيّ، أنه قال: صلّى لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة الصُّبح بالحديبيّة على إثر سماء كانت من اللّيل. فلما انصرف أقبل على الناس، فقال:"أتدرون ماذا قال ربُّكم؟ " قالوا: الله ورسوله أعلم. قال:"قال: أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر بي. فأمّا من قال: مُطرنا بفضل الله ورحمته، فذلك مؤمن بي، كافر بالكوكب. وأما من قال: مُطرنا بنوء كذا وكذا، فذلك كافر بي، مؤمن بالكوكب".
متفق عليه: رواه مالك في الاستسقاء (٤) عن صالح بن كيسان، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، عن زيد بن خالد، فذكره. ورواه البخاريّ في الأذان (٨٤٦)، ومسلم في الإيمان (٧١) كلاهما من طريق مالك، به، مثله.
• عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ألم تروا إلى ما قال ربُّكم؟ قال: ما أنعمتُ على عبادي من نعمة إلا أصبح فريق منهم بها كافرين، يقولون: الكواكب وبالكواكب".
صحيح: رواه مسلم في الإيمان (٧٢) من طرق عن يونس، عن ابن شهاب، قال: حدثني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، أنّ أبا هريرة قال: فذكره.