"الميزان": "فيه جهالة" وقال الحافظ في التقريب: "لا يُعرف".
ولكنه توبع فرواه عبد الرزّاق في مصنفه (٨١٥٩) عن ابن جريج قال: أخبرني عبد الكريم، عن حبيب بن مخنف، عن أبيه، قال: فذكر نحوه.
ورواه أحمد (٢٠٧٣٠) عن عبد الرزّاق به، لكن لم يذكر عن "أبيه".
وقد نقل ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (٣/ ١٠٨) عن عبد الرزّاق أنه قال: "لا أدري أعن أبيه أم لا؟ ".
قل: وأيًّا كان فمداره على عبد الكريم وهو ابن أبي المخارق أبو أمية البصري اتهمه أيوب السختياني بالكذب، وقال ابن معين: "ليس بشيء" وقال النسائيّ والدارقطني: "متروك الحديث".
[٣ - باب ما روي في فضل الأضحية]
رُوِيَ في فضل الضحايا أحاديث لكن لم يثبت منها شيء؛ ولذلك قال أبو بكر بن العربي في "العارضة" (٦/ ٢٨٨): "ليس في فضل الأضحية حديث صحيح، وقد روى الناس فيها عجائب" اهـ.
قلت: من ذلك ما رُوي عن زيد بن أرقم قال: قال أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: يا رسول الله، ما هذه الأضاحي؟ قال: "سنة أبيك إبراهيم، قالوا فما لنا فيها يا رسول الله؟ قال: ""بكل شعرة حسنة" قالوا: فالصوف يا رسول الله؟ قال: "بكل شعرة من الصوف حسنة".
رواه ابن ماجة (٣١٢٧) والإمام أحمد (١٩٢٨٣) من طريق سلّام بن مسكين، ثنا عائذ الله المجاشعيّ، عن أبي داود، عن زيد بن أرقم فذكره.
وصحح إسناده الحاكم في المستدرك (٢/ ٣٨٩) من هذا الوجه.
فتعقبه الذّهبيّ بقوله: "عائذ الله قال أبو حاتم: "منكر الحديث".
قلتُ: وشيخه أبو داود واسمه نُفيع بن الحارث أسوأ حالًا منه، فقد كذَّبه ابن معين وقال النسائيّ وغيره: "متروك". وبه أعلّه البوصيري في مصباح الزجاجة (٣/ ٥١).
وكذلك لا يصح أيضًا ما رُوي عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ما عمل آدمي من عمل يوم النحر أحب إلى الله من إهراق الدم، إنه ليأتي يوم القيامة بقرونها وأشعارها وأظلافها، وإن الدم ليقعُ من الله بمكان قبل أن يقع من الأرض، فطيبوا بها نفسًا".
رواه الترمذيّ (١٤٩٣)، وابن ماجة (٣١٢٦) كلاهما من طريق عبد الله بن نافع الصائغ أبو محمد، حَدَّثَنِي أبو المثنى، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة فذكرتْه.
قال الترمذيّ: "حديث حسن غريب لا نعرفه من حديث هشام بن عروة إِلَّا من هذا الوجه" اهـ.
ورواه الحاكم (٤/ ٢٢١) من هذا الوجه وصحّح إسناده فتعقّبه الذّهبيّ بقوله: "سليمان واهٍ، وبعضهم تركهـ".