• عن عائشة أم المؤمنين أنها قالت: "أول ما بدئ به رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ثم حبب إليه الخلاء وكان يخلو بغار حراء فيتحنث فيه -وهو التعبد- اللّيالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله، ويتزّود لذلك، ثم يرجع إلى خديجة فيتزوّد لمثلها، حتى جاءه الحق وهو في غار حراء فجاءه الملك فقال:"اقرأ" قال: "ما أنا بقارئ" قال: "فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني"، فقال:"اقرأ" قلت: "ما أنا بقارئ فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد ثم أرسلني" فقال: "اقرأ" فقلت: "ما أنا بقارئ فأخذني فغطني الثالثة ثم أرسلني" فقال: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (١) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (٢) اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ} [سورة العلق: ١ - ٥]". الحديث بطوله.
متفق عليه: رواه البخاريّ في الإيمان (٣)، ومسلم في الإيمان (١٦٠) كلاهما من حديث الليث ابن سعد، عن عُقيل بن خالد، عن ابن شهاب، عن عروة يقول: سمعت عائشة، فذكر الحديث. واللفظ للبخاريّ، ولفظ مسلم نحوه.
٥ - باب إن القرآن أحدث الكتب عهدًا باللَّه عزّ وجلّ
أخرج البخاريّ بإسنادين موقوفين: أحدهما بإسناده عن عكرمة، عن ابن عباس قال: "كيف تسألون أهلَ الكتاب عن كتبهم، وعندكم كتاب اللَّه أقربُ الكتب عهدًا باللَّه، تقرأونه محضًا لم يُشب". أخرجه في كتاب التوحيد (٧٥٢٢).
وقوله: "لم يُشَبْ" بضم أوّله، وفتح الشين المعجمة، وسكون الموحّدة - أي لم يخالطه غيره.
والثاني: بإسناده عن عبيد اللَّه بن عبد اللَّه، أنّ عبد اللَّه بن عباس، قال: "يا معشر المسلمين كيف تسألون أهل الكتاب عن شيء، وكتابكم الذي أنزل اللَّه على نبيكم أحدثُ الأخبار باللَّه محضًا لم يُشب. وقد حدَّثكم اللَّه أن أهل الكتاب قد بدّلوا من كتب اللَّه وغيّروا، فكتبوا بأيديهم قالوا: هو من عند اللَّه ليشتروا بذلك ثمنًا قليلًا، أو لا ينهاكم ما جاء من العلم عن مسألتهم، فلا واللَّه ما رأينا