للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأيضا فإن هذه القصة وقعت بخيبر، كما في بعض الروايات، والمسلمون كانوا أكثر من ألف وأربعمائة، وهي حادثة عظيمة لو وقعت لاشتهرت وتوفرت الهمم والدواعي على نقلها، ويمتنع أن ينفرد بنقله واحد واثنان، ولو نقله الصحابة لنقله منهم أهل العلم كما نقلوا أمثاله، ولم ينفرد به المجهولون الذين لا يعرف ضبطهم وعدالتهم، وليس في جميع أسانيد هذا الحديث إسناد واحد يثبت، تعلم عدالة ناقليه وضبطهم، ولا يعلم اتصال إسناده. هذا ملخص كلام شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه الذهبي. انظر: منهاج السنة (٤/ ١٨٤) وترتيب الموضوعات للذهبي.

وروي عن قيس بن عباد قال: قلت لعلي: أخبرْنا عن مسيرك هذا، أعهدٌ عهده إليك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أم رأيٌ رأيتَه؟ فقال: ما عهِدَ إليّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشيءٍ، ولكنه رأي رأيته. رواه أبو داود (٤٦٦٦)، وعبد الله بن أحمد في زوائد المسند (١٢٧١) كلاهما من حديث إسماعيل بن إبراهيم الهذلي، حدثنا ابن علية، عن يونس (هو ابن عبيد)، عن الحسن، عن قيس بن عباد فذكره. وإسناده صحيح.

والحسن البصري وإن كان مدلّسا إلا أن شيخه قيس بن عباد تابعي، وكلاهما بصريان معاصران، فيستبعد أن يكون بينهما أحدٌ.

ورواه أحمد (١٢٠٧) عن عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن علي بن زيد، عن الحسن، عن قيس ابن عباد، أطول من هذا، وفيه: "والله ما عهدَ إليّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عهدا إلا شيئا عهده إلى الناس، ولكن الناس وقعوا على عثمان فقتلوه، فكان غيري فيه أسوأ حالا وفعلا مني، ثم رأيتُ أني أحقهم بهذا الأمر، فوثبتُ عليه، والله أعلم أصبْنا أم أخطأنا. وعلي بن زيد بن جدعان ضعيف.

وفي الباب أحاديث أخرى ضعيفة وموضوعة.

[١١ - باب ما جاء في أخبار علي بن أبي طالب]

• عن علي قال: اقضوا كما كنتم تقضون، فإني أكره الاختلاف، حتى يكون للناس جماعة أو أموت كما مات أصحابي.

فكان ابن سيرين يرى أن عامة ما يروى عن علي الكذب.

صحيح: رواه البخاري في فضائل الصحابة (٣٧٠٧) عن علي بن الجعد، أنا شعبة، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن عبيدة، عن علي قال: فذكره.

• عن سعد بن عبيدة قال: جاء رجل إلى ابن عمر فسأله عن عثمان، فذكر عن محاسن عمله، قال: لعل ذاك يسوؤك؟ قال: نعم. قال: فأرغم الله بأنفك. ثم سأله عن علي، فذكر محاسن عمله، قال: هو ذاك بيته أوسط بيوت النبي - صلى الله عليه وسلم -، ثم قال: لعل ذاك يسوؤك؟ قال: أجل. قال: فأرغم الله بأنفك، انطلق فاجهد علي جهدك.

<<  <  ج: ص:  >  >>