وقال ابن كثير في البداية والنهاية (١١/ ٢٨): "وهذا حديث غريب جدا، وفيه نكارة".
وروي عن علي بن أبي طالب قال: قال لي عبد الله بن سلَّام، وقد وضعت رجلي في الغرز وأنا أريد العراق: لا تأت أهل العراق، فإنك إن أتيتهم أصابك ذباب السيف بها. قال علي: وأيم الله لقد قالها لي رسول الله. قال أبو الأسود: فقلت في نفسي: ما رأيت كاليوم رجلا محاربا يحدث الناس بمثل هذا.
رواه الحميدي (٥٣)، والبزار (٧١٨)، وأبو يعلى (٤٩١)، وابن حبان (٦٧٣٣)، والحاكم (٣/ ١٤٠) كلهم من طريق سفيان بن عيينة، حدثنا عبد الملك بن أعين، عن أبي حرب بن أبي الأسود الدؤلي، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب فذكره.
قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين.
قلت: وهو كما قال إلا أن عبد الملك بن أعين رافضي، له حديث واحد في الصحيحين متابعة، ولذا تعقبه الذهبي بقوله: "ابن أعين غير مرضي".
وروي عن جابر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمر الشمس فتأخرت ساعة من نهار.
رواه الطبراني في الأوسط (٤٠٥١) عن علي بن سعيد، ثنا أحمد بن عبد الرحمن بن المفضل الحراني، ثنا الوليد بن عبد الواحد التميمي، ثنا معقل بن عبيد الله، عن أبي الزبير، عن جابر فذكره.
وقال الطبراني: "لم يروه عن معقل إلا الوليد، تفرد به أحمد بن عبد الرحمن، ولم يرو عن أبي الزبير إلا معقل".
قلت: معقل بن عبيد الله مختلف فيه، والغالب عليه الضعف، كما أنه تفرد به عن أبي الزبير.
وروي عن أسماء بنت عميس قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوحى إليه، ورأسه في حجر عليٍّ، فلم يصل العصر حتى غربت الشمس، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "صليت يا علي؟ " قال: لا. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اللَّهم! إنه كان في طاعتك وطاعة رسولك فاردد عليه الشمس" قالت أسماء: فرأيتها غربت، ثم رأيتها طلعت بعدما غربت.
فإسناده ضعيف أيضا، رواه الطحاوي في شرح المشكل (١٠٦٧)، والطّبراني في الكبير (٢٤/ ١٤٧، ١٥٢)، والعقيلي في الضعفاء (٣/ ٣٢٧)، والجوزقاني في الأباطيل (١/ ١٥٨)، وابن الجوزي في الموضوعات (٦٦٧) كلهم من طرق عن فضيل بن مرزوق، عن إبراهيم بن الحسن، عن فاطمة بنت الحسين، عن أسماء بنت عميس فذكرته.
قال ابن الجوزي: "هذا الحديث موضوع بلا شك".
وقال الجوزقاني: "هذا حديث منكر مضطرب".
قلت: في سنده الفضيل بن مرزوق، مختلف فيه، وإبراهيم بن الحسن لم أقف فيه على جرح ولا تعديل، فهو في عداد المجهولين.