قلت: هو حديث منكر، فإن عبد الله بن سلمة وهو المرادي ليس من رجال الشيخين، ثم هو مختلف فيه، فقال البخاري: لا يتابع في حديثه، وقال أبو حاتم: تعرف وتنكر، وقال شعبة: عن عمرو بن مرة: كان عبد الله بن سلمة يحدثنا فنعرف وننكر، كان قد كبر.
وروي عن ابن عباس قال: دخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على علي وفاطمة وهما يضحكان، فلما رأيا النبي - صلى الله عليه وسلم - سكتا، فقال لهما النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ما لكما كنتما تضحكان، فلما رأيتماني سكتما؟ " فبادرت فاطمة، فقالت: بأبي أنت يا رسول الله، قال: هذا أنا أحب إلى رسول الله منك، فقلت: بل أنا أحب إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منك، فتبسم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقال: "يا بنية لك رقة الولد، وعلي أعز علي منك".
رواه الطبراني في الكبير (١١٠٦٣) عن عبد الرحمن بن خلاد الدورقي، ثنا ملحان بن سليمان الدورقي، ثنا عبد الله بن داود الخريبي، ثنا الأعمش، عن مجاهد، عن ابن عباس فذكره.
ذكره الهيثمي في المجمع (٩/ ٢٠٢) وقال: "رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح".
قلت: فيه شيخ الطبراني وشيخ شيخه لم أقف على ترجمتهما.
وروي عن هبيرة بن يريم قال: خطبنا الحسن بن علي رضي الله عنه، فقال: لقد فارقكم رجل بالأمس لم يسبقه الأولون بعلم، ولا يدركه الآخرون، كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يبعثه بالراية: جبريل عن يمينه، وميكائيل عن شماله، لا ينصرف حتى يفتح له.
رواه أحمد (١٧١٩) -واللفظ له-، والنسائي في خصائص علي (٢٣)، وصحّحه ابن حبان (٦٩٣٦)، والطبراني في الكبير (٣/ ٧٩ - ٨١) كلهم من طرق، عن أبي إسحاق (هو السبيعي)، عن هبيرة بن يريم قال: فذكره.
قلت: ظاهر إسناده لا بأس به، ولكن في متنه نكارة، وهبيرة بن يريم رمي بالتشيع.
ورواه البزار في مسنده (١٣٤٠) عن عمرو بن علي قال: حَدَّثَنَا أبو عاصم قال: حَدَّثَنَا سكين بن عبد العزيز، قال: حدثني حفص بن خالد قال: حدثني أبي خالد بن جابر قال: لما قُتِلَ علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- قام الحسن بن علي خطيبا، فقال: قد قتلتم والله! الليلة رجلا في الليلة التي أنزل فيها القرآن، وفيها رفع عيسى بن مريم، وفيها قتل يوشع بن نون فتى موسى.
قال سكين: حدثني رجل قد سماه قال: وفيها تيب على بني إسرائيل - ثم رجع إلى حديث حفص بن خالد فقال: والله! ما سبقه أحد كان قبله ولا يدركه أحد كان بعده، والله! إن كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليبعثه في السرية جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره، والله! ما ترك من صفراء ولا بيضاء إلا ثمان مائة درهم أو سبع مائة درهم كان أعدها لخادم.
وقال: "هذا الحديث بهذه الألفاظ لَا نعلم أَحَدًا يرويها إلا الحسن بن علي بهذا الإسناد، وإسناده صالح، ولا نعلم يحدث عن حفص بن خالد غير سكين بن عبد العزيز".
قلت: في إسناده حفص بن خالد وأبوه خالد بن جابر مجهولان.