وبشرط التستر الكامل بحيث لا يبدو شيء من عورة المرأة في حالة الرقص كسيقانها وذراعيها وعضديها، وإنما يبدو منها ما جرت عادة المرأة المسلمة بكشفه بحضرة النساء".
قلت: ليس المراد بالرقص هنا الرقص المعهود في الأفلام وإنما المقصود منه تحريك النساء الأيدي والأجسام، وخاصة عند حضور العرس، وإخراج الأصوات الخاصة بهذه المناسبة إظهارا للفرح والسرور مع الالتزام بالآداب الشرعية.
[١٥ - باب ما جاء في كراهية الدخول على المغيبات]
• عن عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إياكم والدخولَ على النساء". فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله، أفرأيت الحموُ؟ قال: "الحموُ موتٌ".
متفق عليه: رواه البخاري في النكاح (٥٢٣٢) ومسلم في السلام (٢١٧٢) كلاهما عن قتيبة بن سعيد، حدثنا ليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن عقبة بن عامر فذكره.
والحَمْوُ: على وزن الدَلْو، قال النووي: "والمراد بالحمو هنا أقارب الزوج غير آبائه وأبنائه، فأما الآباء والأبناء فمحارم لزوجته، تجوز لهم الخلوة بها ولا يوصفون بالموت، وإنما المراد هو: الأخ وابن الأخ والعم وابنه ونحوهم ممن ليس بمحرم". اهـ.
• عن جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألا لا يبيتنَّ رجل عند امرأة ثيب، إلا أن يكون ناكحًا، أو ذو محرم".
صحيح: رواه مسلم في السلام (٢١٧١) من طريق هُشيم، عن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله فذكره.
وأما ما روي عن جابر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا تلجوا على المغيبّات، فإن الشيطان يجري من أحدكم مجرى الدم" قلنا: ومنك؟ قال: "ومني، ولكن الله أعانني عليه فأسلم". فهو ضعيف.
رواه الترمذي (١١٧٢) عن نصر بن علي قال: حدثنا عيسى بن يونس، عن مجالد، عن الشعبي، عن جابر فذكره.
قال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه، وقد تكلم بعضهم في مجالد بن سعيد من قبل حفظه". وسمعت علي بن خشرم يقول: قال سفيان بن عيينة في تفسير قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "ولكن الله أعانني عليه فأسلم" يعني أسلم أنا منه.
قال سفيان: "والشيطان لا يسلم".
وقوله: "ولا تلجوا على المغيبّات" والمغيبة: المرأة التي يكون زوجها غائبا. والمغيبات جماعة المغيبة. انتهى كلام الترمذي.
ولكن يرد هذا المعنى الذي ذكره سفيان حديث عبد الله بن مسعود وهو الآتي.