أي أن البركة ترتفع من الأموال الربوية لأن المعاملة الربوية تنافي المواساة، وقد أدرك الاقتصاديون بعد دراسات تفصيلية أن الفقر الخطير الذي يواجه الإنسان سببه المعاملة الربوية في البنوك والمؤسسات المالية.
قوله:{وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ رِبًا لِيَرْبُوَ فِي أَمْوَالِ النَّاسِ فَلَا يَرْبُو عِنْدَ اللَّهِ وَمَا آتَيْتُمْ مِنْ زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُضْعِفُونَ} أي أن الله عز وجل يضاعف في ثواب الصدقة التي أريد بها وجه الله عز وجل، وقد جاء في الصحيح:
• عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب - ولا يقبل الله إلا الطيب - وإن الله يتقبلها بيمينه ثم يُربّيها لصاحبه كما يُربّي أحدُكم فلوَّه حتى تكون مثل الجبل".
متفق عليه: رواه البخاري في الزكاة (١٤١٠)، ومسلم في الزكاة (١٠١٤) كلاهما من طريق أبي صالح، عن أبي هريرة فذكره. واللفظ للبخاري ولم يسق مسلم لفظه بهذا الإسناد، وإنما أحال على المتن الذي قبله.
وقوله:{بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ} أي من أعمالهم الكفرية والشركية، وأعمالهم الفاسدة والمفسدة، ونتيجةً لذلك أذاقهم الله من الآفات الدنيوية وعذاب الآخرة.
وقوله:{وَالْبَحْرِ} لعل المراد منه الجزر الواقعة في وسط البحار والمأهولة منها، مثل البر في انتشار الشرك وعبادة الأوثان.
أو يكون المراد من فساد البر والبحر سوء حالهم وهو ضد الصلاح والفلاح، وذلك جزاء بأعمالهم كما جاء في سورة الشورى [٣٠]: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ (٣٠)}.