ثنا عكرمة بن عمار، عن أبي كثير، حدثني أبو هريرة فذكره.
[٢٢ - باب دعاء النبي - صلى الله عليه وسلم - لقومه بالعفو]
• عن عبد الله بن مسعود قال: كأني أنظر إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحكي نبيًا من الأنبياء ضربه قومه فأدموه، وهو يمسح الدم عن وجهه ويقول: "اللهم! اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون".
متفق عليه: رواه البخاري في أحاديث الأنبياء (٣٤٧٧) ومسلم في الجهاد (١٧٩٢) كلاهما من حديث الأعمش، قال: حدثني شقيق، عن عبد الله فذكره.
• عن سهل بن سعد الساعدي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد: "اللهم! اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون".
حسن: رواه الفسوي في المعرفة والتاريخ (١/ ٣٣٨)، والطبراني في الكبير (٦/ ١٤٦)، وصحّحه ابن حبان (٩٧٣) كلهم من طريق إبراهيم بن المنذر الحزامي، حدثنا محمد بن فليح، عن موسى بن عقبة، عن الزهري، عن سهل بن سعد.
وقال الهيثمي في المجمع (٦/ ١١٧): "رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح".
قلت: وهو كما قال إلا أن محمد بن فليح فيه كلام ينزل من أجله حديثه إلى رتبة الحسن.
وقوله: "اغفر لقومي" أي ما بدر منهم من الأذى في حقي، وليس فيه دعاء لقومه من المشركين بالمغفرة لأن الله تعالى قد نهى عن ذلك في قوله: {مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ} [التوبة: ١١٣].
وقوله: {مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ} أي أنهم ماتوا على الشرك، وأما في حياهم فيُدعى لهم بالهداية.
[٢٣ - باب في الدعاء على المشركين والكافرين الظلمة]
• عن أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا قال: سمع الله لمن حمده في الركعة الآخرة من صلاة العشاء قنت: "اللهم! أنج عياش بن أبي ربيعة، اللهم! أنج الوليد بن الوليد، اللهم! أنج سلمه بن هشام، اللهم! أنج المستضعفين من المؤمنين، اللهم! اشدد وطأتك على مضر، اللهم! اجعلها عليهم سنين كسني يوسف".
متفق عليه: رواه البخاري في الدعوات (٦٣٩٣)، ومسلم في المساجد (٦٧٥: ٢٩٥) كلاهما من طريق يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة (هو ابن عبد الرحمن بن عوف)، عن أبي هريرة فذكره.
• عن أبي هريرة قال: لأقربن صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم -، فكان أبو هريرة يقنت في الركعة الآخرة من صلاة الظهر، وصلاة العشاء، وصلاة الصبح بعد ما يقول سمع الله لمن حمده، فيدعو للمؤمنين، ويلعن الكفار.