قال: "أومأ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- إلى أبي موسى الأشعري بشيء كان معه، فقال: "هم قوم هذا".
وعياض مختلف في صحبته. فذهب جماعة من أهل العلم إلى أنه تابعي، وحديثه هذا مرسل.
والآية عامة وفيها إشارة إلى قدرة اللَّه تعالى بأنه يقدر أن يستبدل من هم خير منكم كما جاء في سورة محمد (٣٨) {وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ} وكما جاء في {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ (١٩) وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ (٢٠)} [سورة إبراهيم: ١٩ - ٢٠]: والتاريخ يشهد لذلك.
قوله: {وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ} أي لا يردهم عما هم فيه من طاعة اللَّه، ورسوله -صلى اللَّه عليه وسلم- لائمة لائم.
• عن أبي ذر قال: أمرني خليلي -صلى اللَّه عليه وسلم- بسبع: أمرني بحب المساكين، والدنو منهم، وأمرني أن أنظر إلى من هو دوني، ولا أنظر إلى من هو فوقي، وأمرني أن أصل الرحم وإن أدبرت، وأمرني أن لا أسأل أحدا شيئًا، وأمرني أن أقول بالحق وإن كان مُرّا، وأمرني أن لا أخاف في اللَّه لومة لائم، وأمرني أن أكثر من قول: لا حول ولا قوة إلا باللَّه، فإنهن من كنز تحت العرش.
صحيح: رواه أحمد (٢١٤١٥)، والطبراني في الدعاء (١٦٤٨)، والنسائي في عمل اليوم والليلة (٣٥٤)، وصحّحه ابن حبان (٤٤٩) كلهم من حديث محمد بن واسع، عن عبد اللَّه بن الصامت، عن أبي ذر فذكره. وإسناده صحيح.
• عن أبي سعيد الخدري، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: إن اللَّه ليسأل العبد يوم القيامة، حتى إنه ليسأله يقول: أي عبدي، رأيت منكرا فلم تنكره، فإذا لقي اللَّه عبدا حجته قال: يا رب وثقتُ بك، وخفتُ الناس.
حسن: رواه ابن ماجه (٤٠١٧)، وأحمد (١١٧٣٥)، وصحّحه ابن حبان (٧٣٦٨) كلهم من حديث يحيى بن سعيد، عن عبد اللَّه بن عبد الرحمن الأنصاري، عن نهار العبدي، عن أبي سعيد فذكره.
وإسناده حسن من أجل نهار العبدي فإنه حسن الحديث.
ورواه أبو البختري، عن أبي سعيد الخدري نحوه. رواه أحمد (١١٦٩٩)، وأبو البختري لم يسمع من أبي سعيد.
وقد قال علي بن أبي طالب: "واعلموا أن الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر لا يقطع رزقا، ولا يقرب أجلا.
رواه ابن أبي حاتم في تفسيره (٤/ ١١٦٦ - ١١٦٧).
١٥ - باب قوله: {قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ (٦٠)}