ابن زيد، أنه قال زمن الفتح: يا رسول الله، أين ننزل غدًا؟ فقال النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: "وهل ترك لنا عقيل من منزل". ولم يذكر البخاريّ: زمعة بن صالح.
فمن العلماء من ذهبوا إلى ترجيح رواية معمر عن الزهريّ على رواية محمد بن أبي حفصة؛ لأنه وصف بـ "صدوق يخطئ" ولكن تابعه زمعة بن صالح إلا أنه ضعيف، وذكره مسلم متابعًا، ويمكن الجمع بينهما بالتعدد فإنه قال النبي - صلى الله عليه وسلم - ذلك يوم الفتح، ثم قاله في حجّة الوداع.
١٣٦ - باب أداء النبيّ - صلى الله عليه وسلم - الصلوات في مكان نزوله بالمحصّب بوم النّفر
• عن عبد العزيز بن رفيع، قال: سألتُ أنس بن مالك: أخبرني بشيء عقلْته عن
النبيّ - صلى الله عليه وسلم -: أين صلَّى الظهر يوم التروية؟ قال: بمنى. قلت: فأين صلّى العصر يوم النّفر؟ قال: بالأبطح، افعل كما يفعل أُمراؤك.
متفق عليه: رواه البخاريّ في الحجّ (١٧٦٣)، ومسلم في الحج (١٣٠٩) كلاهما من طريق إسحاق بن يوسف الأزرق، حدّثنا سفيان الثوريّ، عن عبد العزيز بن رفيع، به، ولفظهما سواء.
والأبطح، يقال له أيضًا: المحصّب. وهو موضع بين مكة ومنى، وهو إلى منى أقرب. وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نزل به لأنه أسمح لخروجه كما قالت عائشة. ومنه ذهب إلى البيت لطواف الوداع، ثم خرج إلى المدينة.
قال الشّافعيّ: "نزول النبيّ - صلى الله عليه وسلم - بالأبطح ليس من النّسك في شيء إنما هو منزل نزله النبي - صلى الله عليه وسلم -".
• عن أنس: أنّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - صلَّى الظَّهر والعصر والمغرب والعشاء، ثم رقد رقدة بالمحصَّب، ثمّ ركب إلى البيت فطاف به.
صحيح: رواه البخاريّ في الحجّ (١٧٥٦) عن أصبغ بن الفرج، أخبرنا ابن وهب، عن عمرو ابن الحارث، عن قتادة، أن أنس بن مالك حدّثه، به، فذكره.
• عن نافع، أنّ ابن عمر كان يرى التحصيب سنة، وكان يُصَلِّي الظّهر يوم النّفر بالحَصْبة.
قال نافع: قد حصَّب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - والخلفاء بعده.
متفق عليه: رواه مسلم في الحج (١٣١٠: ٣٣٨) عن محمد بن حاتم بن ميمون، حدثنا روح بن عبادة، حدثنا صخر بن جويرية، عن نافع، فذكره.
ورواه البخاري في الحج (١٧٦٨) عن عبد الله بن عبد الوهاب، حدثنا خالد بن الحارث، قال: سُئل عبيد الله عن المحصَّب؟ فحدّثنا عبيد الله، عن نافع، قال: نزل بها رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وعمر، وابن عمر.
وعن نافع: أنّ ابن عمر رضي الله عنهما كان يصلي بها يعني المحصّب، الظّهر والعصر -أحسبه