للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال مرة: أسلم.

وأبو بلْج اسمه: يحيى بن أبي سليم.

قال الترمذي: "هذا حديث غريب من هذا الوجه".

قلت: إسناده حسن من أجل أبي بلْج فإنه مختلف فيه غير أنه حسن الحديث إذا لم يكن في متنه نكارة. وهذا مما لم ينفرد به.

قال الترمذي: "اختلف أهل العلم في هذا، فقال بعضهم: أول من أسلم أبو بكر الصديق، وقال بعضهم: أول من أسلم علي، وقال بعض أهل العلم: أول من أسلم من الرجال أبو بكر، وأسلم علي وهو غلام ابن ثمان سنين. وأول من أسلم من النساء: خديجة" انتهى.

[١٤ - طلب قريش من أبي طالب منع ابن أخيه من سب آلهتهم وبيان عزم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لإظهار دين الله]

قال ابن إسحاق: "ومشى رجال من أشراف قريش إلى أبي طالب وسماهم: منهم عتبة وشيبة ابنا ربيعة، وأبو سفيان، وأبو جهل وغيرهم، فقالوا: يا أبا طالب! إن ابن أخيك قد سب آلهتنا، وعاب ديننا، وسفّه أحلامنا، وضلّل آباءنا، فإما أن تكفّه عنا، وإما أن تخلّي بيننا وبينه. فإنك على مثل ما نحن عليه من خلافه فنكفيه. فقال لهم أبو طالب قولًا رقيقًا، وردهم ردًا جميلًا فانصرفوا عنه. ومضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على ما هو عليه. ثم جاؤوا مرة أخرى إلى أبي طالب فقالوا له: يا أبا طالب! إن لك سنًا وشرفًا ومنزلةً فينا، وإنا قد استنهيناك من ابن أخيك فلم تنْهه عنّا، وإنا والله! لا نصبر على هذا من شتم آبائنا، وتسفيه أحلامنا، وعيب آلهتنا حتى تكفّه عنا، أو ننازله وإياك في ذلك حتى يهلك أحد الفريقين أو كما قالوا له: ثم انصرفوا، فعظم على أبي طالب فراق قومه، وعداوتهم، ولم يطب نفسًا بإسلام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لهم، ولا خذلانه. انظر سيرة ابن هشام (١/ ٢٦٥ - ٢٦٦).

• عن عقيل بن أبي طالب قال: جاءت قريش إلى أبي طالب فقالوا: إن ابن أخيك يؤذينا في نادينا، وفي مسجدنا، فانهه عن أذانا. فقال: يا عقيل! ائتني بمحمد، فذهبت فأتيته به، فقال: يا ابن أخي! إن بني عمك يزعمون أنك تؤذيهم في ناديهم، وفي مسجدهم، فانته عن ذلك.

قال: فحلّق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بصره إلى السماء فقال: "أترون هذه الشمس؟ " قالوا: نعم، قال: "ما أنا بأقدر على أن أدع لكم ذلك على أن تستشعلوا لي منها شعلة" قال: فقال أبو طالب: ما كذبنا ابنُ أخي، فارجعوا.

حسن: رواه أبو يعلى (٦٨٠٤) والبيهقي في الدلائل (٢/ ١٨٦ - ١٨٧) كلاهما من حديث يونس

<<  <  ج: ص:  >  >>