للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

{وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ} [سورة الأعراف: ١٣٧].

وليس المراد أن بني إسرائيل أعطوا ما كان بيد فرعون وقومه من الجنات والعيون والكنوز؛ لأن بني إسرائيل بعد خروجهم من مصر لم يرجعوا إليها أبدا.

وكذلك يدل عليه قوله تعالى: {كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ} [سورة الدخان: ٢٨] قوما آخرين أي من أهل مصر، وقد يكون هذا القوم من غير آل فرعون الّذي غرق.

٣ - باب قوله: {وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ (٦٥) ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ (٦٦)}

أي: نجّى الله موسى عليه السلام ومن معه، وأهلك فرعون ومن معه، وكان ذلك يوم عاشوراء، كما جاء في الصحيح:

• عن ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لما قدم المدينة وجدهم يصومون يوما، يعني عاشوراء، فقالوا: هذا يوم عظيم، وهو يوم نجّى الله فيه موسى، وأغرق آل فرعون، فصام موسى شكرا لله، فقال: "أنا أولى بموسى منهم". فصامه، وأمر بصيامه.

متفق عليه: رواه البخاري في أحاديث الأنبياء (٣٣٩٧) - واللفظ له -، ومسلم في الصيام (١٢٧: ١١٣٠) كلاهما من طريق سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فذكره.

٤ - باب قوله: {رَبِّ هَبْ لِي حُكْمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (٨٣)}

قوله: {وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ} أي: اجعلني مع الصالحين، وقد جاء في الحديث أيضا الدعاء بلحوق الصالحين.

• عن رفاعة الزرقي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد في دعاء طويل: "اللهم حبّب إلينا الإيمان، وزيّنه في قلوبنا، وكرّه إلينا الكفر، والفسوق، والعصيان، واجعلنا من الراشدين، اللهم توفّنا مسلمين، وأحينا مسلمين، وألحقنا بالصالحين غير خزايا ولا مفتونين" الحديث.

صحيح: رواه أحمد (١٥٤٩٢)، والبخاري في الأدب المفرد (٦٩٩)، والبزار - كشف الأستار (١٨٠٠)، والحاكم (١/ ٥٠٦ - ٥٠٧)، والطبراني في الدعاء (١٠٧٥) كلهم من طرق عن عبد الواحد بن أيمن، عن عبيد بن رفاعة الزرقي، عن أبيه، فذكره.

إسناده صحيح، والكلام عليه مبسوط في سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم -.

<<  <  ج: ص:  >  >>