ورواه الإمام أحمد (١٨٩٣٥) عن يزيد بن هارون به كاملا.
٩ - باب قوله: {فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ (٣٩) وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ (٤٠)}
أي: اصبر على مخالفة المشركين وإيذائهم وتكذيبهم لك ولما جئت به، واشتغل بطاعة ربك وعبادته وتسبيحه والصلاة له.
• عن جرير بن عبد الله قال كنا جلوسا ليلة مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فنظر إلى القمر ليلة أربع عشرة فقال: "إنكم سترون ربكم كما ترون هذا، لا تضامون في رؤيته، فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا". ثم قرأ: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ}.
متفق عليه: رواه البخاري في التفسير (٤٨٥١) ومسلم في المساجد ومواضيع الصلاة (٦٣٣) كلاهما من طريق إسماعيل بن أبي خالد، حدثنا قيس بن أبي حازم، سمعت جرير بن عبد الله، يقول: فذكره، واللفظ للبخاري، ولفظ مسلم نحوه.
قوله: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ} أي صلّ حمدًا لله.
وقوله: {قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ} يعني صلاة الصبح.
قوله: {وَقَبْلَ الْغُرُوبِ} أي بعد طلوع الشمس إلى ما قبل الغروب، يعني صلاة الظهر والعصر.
قوله: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ} أي: صلاة المغرب والعشاء.
وقوله: {وَأَدْبَارَ السُّجُودِ} أي: سبّح الله أدبار الصلوات، وقد جاء في الصحيح:
• عن أبي هريرة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من سبَّح اللهَ في دبر كل صلاة ثلاثًا وثلاثين، وحمِد الله ثلاثًا وثلاثين، وكبَّر الله ثلاثًا وثلاثين. فتلك تسعة وتسعون، وقال: تمامَ المائة: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، غفرت خطاياه وإن كانت مثلَ زبدِ البحر".
صحيح: رواه مسلم في المساجد (٥٩٧) عن عبد الحميد بن بيان الواسطي، أخبرنا خالد بن عبد الله، عن سُهيل، عن أبي عبيد المذحجِي، عن عطاء بن يزيد الليثي، عن أبي هريرة، فذكره.
انظر للمزيد: كتاب الأذكار.
• عن أبي هريرة قال: جاء الفقراء إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: ذهب أهلُ الدثور من الأموال بالدرجات العُلى وَالنعيم المقيم: يُصلّون كما نُصلِّي، ويصومونَ كما نصومُ، ولهم فَضلٌ من أموالٍ يَحُجُّون بها ويعتمِرون، ويُجاهدونَ ويتصدَّقون. قال رسول الله