أنفسنا وأموالنا وأهلينا وأولادنا من مواهب الله الهنية، وعوارية المستودعة، متعك به في غبطة وسرور، وقبضه منك إلى أجر كثير، الصلاة والرحمة والهدى إن احتسبته، فاصبر ولا يحبط جزعك أجرك فتندم، واعلم أن الجزع لا يرد ميتًا، ولا يدفع حزنًا، وما هو نازل فكان قد، والسلام" فهو ضعيف جدًّا، بل موضوع.
رواه الطبراني في "الكبير" (٢٠/ ١٥٥ - ١٥٦) عن أحمد بن يحيى بن خالد بن حيان الرقي، حدثنا عمرو بن بكر بن بكار القعنبي، ثنا مجاشع بن عمرو بن حسان الأسدي، ثنا الليث بن سعد، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن محمود بن لبيد، عن معاذ بن جبل فذكره.
قال الهيثمي في "المجمع" (٣/ ٣) بعد أن عزاه أيضًا إلى "الأوسط": فيه مجاشع بن عمرو ضعيف.
قلت: بل هو متهم بالوضع، قال الذهبي: هذا من وضع مجاشع، معقبًا على الحاكم في "المستدرك" (٣/ ٢٧٣)، ورواه أبو نعيم في "الحلية" (١/ ٢٤٣ - ٢٤٤) عن الطبراني وقال: "ورُوي من حديث ابن جريج، عن أبي الزبير، عن جابر نحوه. وكل هذه الروايات ضعيفة لا تثبت، فإن وفاة ابن معاذ كانت بعد وفاة النبي صلَّى الله عليه وسلَّم بسنين، وإنما كتب إليه بعض الصحابة، فوهم الراوي، فنسبها إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -". انتهي.
[٢٢ - باب ما جاء في الاجتماع للتعزية]
• عن عائشة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أنها كانت إذا مات الميِّت من أهلها فاجتمع لذلك النساء، ثم تفرَّقن إلا أهلها وخاصَّتها، أمَرَت ببُرمة من تَلبينةٍ فَطُبختْ، ثم صُنع ثريد فصُبت التلبينةُ عليها، ثم قالت: كُلن منها، فإني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "التلبينة مُجِمَّةٌ لفؤاد المريض، تذهبُ ببعض الحزن".
متفق عليه: رواه البخاري في الأطعمة (٥٤١٧)، ومسلم في السلام (٢٢١٦)، كلاهما من طريق الليث بن سعد، حدثني عُقيل بن خالد، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة، فذكرته.
قولها: "التلبينة": ويُقال: التَّلبين، وهو حساء يُعمل من دقيق أو نخالة، وربما جُعل فيها عسل، سُميت به تشبيهًا باللبن لبياضها، ورقَّتها.
قولها: "مجمَّة": أي مريحة، والجِمام -بكسر الجيم- الراحة.
[٢٣ - باب من كره الاجتماع للتعزية]
• عن جرير بن عبد الله البجلي قال: كنا نرى الاجتماع إلى أهل الميت، وصنعة الطعام، من النياحة.
صحيح: رواه ابن ماجة (١٦١٢) والإمام أحمد في مسنده (٦٩٠٥) كلاهما من إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن جرير بن عبد الله البجلي قال: فذكر الحديث. وإسناده صحيح.