فرآني، فأخذ بيدي فانطلقنا، فمررنا على رجل يُصَلِّي يجهر بالقرآن، فقال النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم -: "عسى أن يكون مرائيا". قال: قلت: يا رسول الله، يُصَلِّي يجهر بالقرآن، قال: فرفض يدي، ثمّ قال: "إنَّكم لن تنالوا هذا الأمر بالمغالبة". قال: ثمّ خرج ذأت ليلة وأنا أحرسه لبعض حاجته، فأخذ بيدي فمررنا على رجل يُصَلِّي بالقرآن قال: فقلت: عسى أن يكون مرائيا، فقال النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم -: "كلا إنه أواب". قال: فنظرت، فإذا هو عبد الله ذو البجادين.
رواه أحمد (١٨٩٧١)، وابن مندة في معرفة الصّحابة (٢/ ٦٨٦ - ٦٨٧)، والبيهقي في الشعب (٥٧٦) كلّهم من طرق عن هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن ابن الأدرع فذكره. وهشام بن سعد مختلف فيه إِلَّا أنه يحسن حديثه إذا توبع أو روى عن زيد بن أسلم فإنه وصف بأنه من أثبت الناس فيه.
لكن زيد بن أسلم لم يسمع من ابن الأدرع وهو كثير الارسال. وبه أعلّه البيهقيّ فقال: "وإسناد هذا الحديث مرسل".
وقال: إنّما سمي بذلك لأنه لما أسلم نزع ثيابه، فأعطته أمه بجادا من شعر، فشقّه اثنين، فاتزر بأحدهما، وارتدى بالآخر.
وابن الأدرع اسمه: سلمة بن ذكوان.
٧٧ - باب في أخبار عتَّاب بن أسيد
هو عَتَّاب بن أَسيد - بفتح أوله - الأموي، أسلم يوم الفتح، واستعمله النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - على مكة لما سار إلى حنين، وهو أول والٍ على مكة المكرمة، واستمر على ولاية مكة حتَّى مات في آخر خلافة عمر بن الخطّاب. وكان عمره حين استعمل نيفا وعشرين سنة.
• عن عتاب بن أسيد قال: ما أصبت في عملي الذي استعملني عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إِلَّا بُردين مُعَقَّدين كسَوتُها مولاي كيسان.
حسن: رواه أبو داود الطيالسي (١٤٥٣)، والطَّبرانيّ في الكبير (٧/ ١٦١) كلاهما من طريق خالد بن أبي عثمان، عن أيوب بن عبد الله بن يسار، عن عمرو بن أبي عقرب، عن عتَّاب بن أسيد فذكره.
وإسناده حسن من أجل أيوب بن عبد الله يسار وعمرو بن أبي عترب.
وحسّنه أيضًا ابن حجر في الإصابة (٧/ ٦٣).
[٧٨ - باب ما جاء في أخبار عثمان بن أبي العاص]
• عن عثمان بن أبي العاص الثقفي أن النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - قال له: "أمّ قومك". قال: قلت: يا رسول الله، إني أجد في نفسي شيئًا، قال: "ادْنُه". فجلسني بين يديه ثمّ وضع كفه في صدري بين ثديي، ثمّ قال: "تحوَّل". فوضعها في ظهري بين كتفي. ثمّ قال: "أُمّ