للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الْيَمَامَةِ حَبَّةُ حِنْطَةٍ حَتَّى يَأْذَنَ فِيهَا النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم -.

متفق عليه: رواه البخاريّ في المغازي (٤٣٧٢) ومسلم في الجهاد (٥٩: ١٧٦٤) كلاهما من طريق اللّيث، عن سعيد بن أبي سعيد أنه سمع أبا هريرة قال: فذكره.

[٢ - غزوة بني لحيان]

كانت في السنة السادسة بعد ستة أشهر من فتح قريظة.

قال ابن إسحاق: خرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى بني لحيان يطلب بأصحاب الرجيع: خبيب بن عدي وأصحابه، وأظهر أنه يريد الشام ليصيب من القوم غرَّةَ.

سيرة ابن هشام (٢/ ٢٧٩)

وبنو لحيان هم الذين غدروا بخبيب وأصحابه يوم الرجيع فخرج إليهم في مائتين من أصحابه. فلمّا سمعت به بنو لحيان هربوا إلى رؤوس الجبال، فلم يقدر منهم على أحد فسار إلى عسفان، فبعث عشرة فوارس إلى كراع الغميم. ليرى أهل مكة أنا قد جئنا مكة، ثمّ رجعوا إلى المدينة، وكانت غيبته عنها أربع عشرة ليلة. انظر زاد المعاد (٣/ ٢٧٦).

وفي عسفان استقبلهم جمع من المشركين على رأسهم خالد بن الوليد فقال المشركون: قد كانوا على حال لو أصبنا غرّتهم، ثمّ قالوا: تأتي عليهم الآن صلاة هي أحب إليهم مِن أبنائهم وأنفسهم، فنزل جبريل عليه السّلام بهذه الآيات بين الظهر والعصر: {وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ} [النساء: ١٠٢] كما يرويه أبو عَيَّاش الزرقي. وأبو هريرة في الأحاديث التالية.

• عن أبي عَيَّاش الزرقي قال: كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعسفان، فاستقبلنا المشركون، عليهم خالد بن الوليد، وهم بيننا وبين القبلة، فصلى بنا النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - الظهر، فقالوا: قد كانوا على حال لو أصبنا غرتهم، ثمّ قالوا: تأتي عليهم الآن صلاة هي أحب إليهم من أبنائِهم وأنفسهم. قال فنزل جبريل بهذه الآيات بين الظهر والعصر: {وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ} [النساء: ١٠٢] قال: فحضرت فأمرهم النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - فأخذوا السلاح، قال: فصففنا خلفه صفين، قال: ثمّ ركع، فركعنا جميعًا، ثمّ رفع، فرفعنا جميعًا ثمّ سجد النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - بالصف الذي يليه، والآخرون قيام يحرسونهم، فلمّا سجدوا وقاموا، جلس الآخرون، فسجدوا في مكانهم، ثمّ تقدّم هؤلاء إلى مصاف هؤلاء، وجاء هؤلاء إلى مصاف هؤلاء، قال: ثمّ ركع، فركعوا جميعًا، ثمّ رفع، فرفعوا جميعًا، ثمّ سجد النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - والصف الذي يليه، والآخرون قيام يحرسونهم، فلمّا جلس، جلس الآخرون فسجدوا، ثمّ سلم عليهم، ثمّ انصرف، قال: فصلاها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مرتين: مرة بعسفان، ومرة بأرض بني سليم.

<<  <  ج: ص:  >  >>