نوح وآدم عليهما السلام عشرة قرون، كلهم على شريعة من الحق، فاختلفوا فبعث اللَّه النبيين مبشرين ومنذرين".
والقرن المراد به مائة سنة وهو المتبادر، وقيل: الجيل من الناس، وكان الجيل قبل نوح يعمرون عمرا طويلا، كما عُمّر نوح عليه السلام ألف سنة إلا خمسين عاما، فيكون المراد بعشرة قرون عشرة أجيال وهي تستغرق آلاف السنين.
٧٠ - باب قوله: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ (٢١٤)}
هذه حكاية عن الأمم السابقة.
والبأساء: الفقر، والضراء: السقم.
• عن خباب بن الأرت يقول: أتيت النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- وهو متوسد بردة، وهو في ظل الكعبة -وقد لقينا من المشركين شدة- فقلت: ألا تدعو اللَّه؟ فقعد وهو محمر وجهه فقال: "لقد كان من قبلكم ليمشط بمشاط الحديد، ما دون عظامه من لحم أو عصب، ما يصرف ذلك عن دينه، ويوضح المنشار على مفرق رأسه فيشق باثنين، ما يصرف ذلك عن دينه، وليتمن اللَّه هذا الأمر حتى يسير الركب من صنعاء إلى حضر موت ما يخاف إلا اللَّه". زاد بيان: "والذئب على غنمه".
صحيح: رواه البخاريّ في مناقب الأنصار (٣٨٥٢) عن الحميدي، حدّثنا سفيان، حدّثنا بيان وإسماعيل قالا: سمعنا قبيسا يقول: سمعت خبّابا يقول: فذكره.
ولم يثبت ما قيل إنها نزلت في غزوة الأحزاب وهو ما ذكره الواحدي في أسباب النزول (ص ٦٠) عن قتادة والسدي قال: نزلت هذه الآية في غزوة الخندق حين أصاب المسلمين ما أصابهم من الجهد والشدة والحر والخوف والبرد وضيق العيش وأنواع الأذى، وكان كما قال اللَّه تعالى: {وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ} [الأحزاب: ١٠].
وأخرج عبد الرزاق في تفسيره (١/ ٣٣٢) عن معمر، عن قتادة في قوله تعالى: {وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ}.
قال: نزلت في يوم الأحزاب فذكر نحوه.
وهو قول أكثر المفسرين، وإن لم يصح فيه شيء متصل.
٧١ - باب قوله: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَنْ