للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقيل: لعله خرج لحاجة ثم رجع، وقد صلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فلم يره.

وقيل: إنّه بعد إغلاق البيت تكون فيه الظلمة فلم يره أسامة، ورآه بلال لقربه. ذكر بعض هذه الوجوه الحافظ في الفتح (٣/ ٤٦٨).

وأما من جعل أداء الصلاة في الكعبة يوم الفتح، والنفي عنها يوم حجّة الوداع كما قال ابن حبان (٧/ ٤٨٣) ففيه نظر؛ لما روى الأزرقي في أخبار مكة (١/ ٢٧٣) عن جدّه قال: سمعت سفيان يقول: سمعت غير واحد من أهل العلم يذكرون: "أنّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إنما دخل الكعبة مرة واحدة عام الفتح، ثم حجّ فلم يدخلها".

١٤٦ - باب إنّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - لم يدخل البيت في عمرته

• عن إسماعيل بن أبي خالد، قال: قلت لعبد الله بن أبي أوفي صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أدخل النبيّ - صلى الله عليه وسلم - في عمرته؟ قال: لا.

متفق عليه: رواه مسلم في الحج (١٣٣٢) عن سريج بن يونس، حدّثني هشيم، أخبرنا إسماعيل ابن أبي خالد، فذكره.

ورواه البخاريّ في الحجّ (١٦٠٠) من وجه آخر عن إسماعيل بن خالد. ولم يذكر فيه "العمرة".

وذلك في عمرة القضاء كما تدل عليه رواية البخاريّ (٤١٨٨) بقوله: "فكنا نستره من أهل مكة لا يصيبه أحد بشيء".

وفي رواية عنده (٤٢٥٥): "لما اعتمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سترناه من غلمان المشركين ومنهم، أن يؤذوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -".

١٤٧ - باب الصّلاة في الحجر

• عن عائشة، أنّها قالت: كنت أحبُّ أن أدخل البيت فأصلي فيه، فأخذ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بيدي فأدخلني في الحجر وقال لي: "صلِّي في الحجر إذا أردتِ دخول البيت، فإنّما هو قطعة من البيت ولكن قومك استقصروا حين بنوا الكعبة، فأخرجوه من البيت".

حسن: رواه أبو داود (٢٠٢٨)، والنسائي (٢٩١٢)، والترمذي (٨٧٦) كلّهم من حديث عبد العزيز بن محمد، عن علقمة بن أبي علقمة، عن أمه، عن عائشة، فذكرته.

ومن هذا الوجه أخرجه أيضًا الإمام أحمد (٢٤٦١٦).

قال الترمذي: "حسن صحيح". وفيه أمّ علقمة واسمها مرجانة ذكرها ابن حبان في "الثقات" ولم يوثقها غيره، ولذا قال الحافظ: "مقبولة" أي إذا توبعت.

<<  <  ج: ص:  >  >>