للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

بدوي فقال: يا رسول الله! ما ترى في رجل مسّ ذكره في الصلاة؟ قال: "وهل هو إلَّا مُضغة منك؟ ، أو بَضْعة منك". كلهم رووه من حديث ملازم بن عمرو الحنفي، حدَّثنا عبد الله بن بدر، عن قيس بن طلق به.

إسناده حسن، ورجاله ثقات غير قيس بن طلق؛ فقد روى الزعفراني عن الشافعي قال: سألنا عن قيس فلم نجد من يعرفه بما يكون لنا قبول خبره. ذكره البيهقي في سننه (١/ ١٣٥). ولكن عرفه غيره؛ فوثّقه ابن معين والعجلي وابن حبان. وجعله الحافظ في مرتبة "صدوق".

وللحديث إسناد آخر رواه ابن ماجه (٤٨٣): حدَّثنا علي بن محمد، ثنا وكيع، ثنا محمد بن جابر قال: سمعت قيس بن طَلْق الحنفي، عن أبيه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سُئل عن مسّ الذكر فقال: "ليس فيه وضوءٌ، وإنما هو منك".

قال الترمذي بعد أن روى الحديث من طريق ملازم بن عمرو: "وهذا الحديث أحسن شيء رُوِي في هذا الباب، وقد روي هذا الحديث أيوب بن عُتبة ومحمد بن جابر عن قيس بن طلق عن أبيه. وقد تكلم بعض أهل الحديث في محمد بن جابر وأيوب بن عُتبة. وحديث ملازم بن عمرو عن عبد الله بن بدر أصحّ وأحسن" انتهى.

قوله (مُضغة) بضم الميم: هو قدر اللقمة من اللحم.

و(بَضعة) بفتح الباء: هو قطعة من اللحم أكبر من المُضغة.

انظر للمزيد: "المنة الكبرى" (١/ ٤٣ - ٥٣) فإني تكلمت في الموضوع بكلام مفصل ولله الحمد، فراجعه إن شئت.

٣٢ - باب إذا شكّ في الحَدَثِ

• عن سعيد بن المُسَيِّب وعَبّاد بن تميم، عن عمه أنه شكا إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -: الرجلُ يُخيَّل إليه أنَّه يجد الشيءَ في الصلاة، قال: "لا ينصرفُ حتَّى يسمع صوتًا أو يجد ريحًا".

متفق عليه: رواه البخاري (١٣٧) ومسلم في الحيض (٣٦١) كلاهما من حديث سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن سعيد وعبّاد، فذكر مثله.

وعمه هو: عبد الله بن زيد. كذا قال مسلم في روايته عن أبي بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب في روايتهما عن سفيان.

قلت: عبد الله بن زيد هو ابن عاصم المازني الأنصاري الصحابي المشهور الذي روي صفة وضوء النبي - صلى الله عليه وسلم - كما سبق، وهو ليس بصاحب الأذان. انظر للمزيد: "المنة الكبرى" (١/ ٧٥).

قال الحافظ: اختلف هل هو عم عباد لأبيه أو أمه.

• عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا وجد أحدكم في بطنه شيئًا

<<  <  ج: ص:  >  >>