وقال أبو حاتم: "هذا حديث منكر بهذا الإسناد". العلل (٢٥٧٠).
قلت: لعلهما يعنيان بالمنكر أن هذا الحديث مما تفرد به سعير بن الخمس، ولا يضر تفرده فقد وثقه ابن معين والفسوي والدارقطني وقال الترمذي: هو ثقة عند أهل الحديث.
وقال أبو حاتم: "صالح الحديث، يكتب حديثه ولا يحتج به.
وأما قول أبي حاتم: "هذا حديث عندي موضوع بهذا الإسناد" العلل (٢١٩٧). فلا يظهر وجهه فليس في إسناده من يتهم، وليس في متنه ما ينكر بل يشهد له حديث أبي هريرة مع ضعف فيه.
وفي معناه ما روي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إذا قال الرجل لأخيه جزاك الله خيرا فقد أبلغ في الثناء".
رواه عبد الرزاق (٣١١٨)، وابن أبي شيبة (٢٧٠٤٩)، والبزار (كشف الأستار ١٩٤٤) كلهم من طريق موسى بن عبيدة، عن محمد بن ثابت، عن أبي هريرة فذكره.
وقال البزار: "ومحمد بن ثابت لا نعلم روى عنه إلا موسى بن عبيدة، ولا روى عن أبي هريرة هذا الحديث غيره".
قلت: محمد بن ثابت الذي يروي عنه موسى بن عبيدة مجهول، وموسى ضعيف.
• عن عائشة قالت: أهديت لرسول لله - صلى الله عليه وسلم - شاة قال: "اقسميها" قال: فكانت عائشة إذا رجع الخادم قالت: ما قالوا؟ قال: يقولون: بارك الله فيكم. فتقول عائشة: وفيهم بارك الله، فنرد عليهم مثل ما قالوا، وبقي أجرنا لنا.
حسن: رواه النسائي في عمل اليوم والليلة (٣٠٣) -وعنه ابن السني (٢٧٩) - عن طليق بن محمد ابن السكن قال: أخبرنا أبو معاوية، حدثنا يزيد بن زياد، عن عبيد بن أبي الجعد، عن عائشة فذكرته.
وإسناده حسن من أجل عبيد بن أبي الجعد ويزيد بن زياد (وهو ابن أبي الجعد) فإنهما حسنا الحديث. الظاهر أن فيه تقريرًا من النبي - صلى الله عليه وسلم - لقول عائشة، فإن القصة وقعت بحضرة النبي - صلى الله عليه وسلم -.
[٢٢ - باب ما يقول الرجل إذا رأى ما يحب وما يكره]
• عن عائشة قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا رأى ما يحب قال: "الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات". وإذا رأى ما يكره قال: "الحمد لله على كل حال".
حسن: رواه ابن ماجه (٣٨٠٣)، وابن السني في عمل اليوم والليلة (٣٧٩)، والحاكم (١/ ٤٩٩) كلهم من طرق عن الوليد بن مسلم، حدثنا زهير بن محمد، عن منصور بن عبد الرحمن الحجبي، عن أمه صفية بنت شيبة، عن عائشة فذكرته.
وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح الإسناد".
وجوّد النووي إسناده في الأذكار، وهو كذلك فإن إسناده حسن على الأقل، فإن زهير بن محمد