للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والوليد بن مسلم مدلس، ولكنه صرّح عند الحاكم. وقال: "صحيح على شرط الشيخين".

ولكن قال الترمذي: "هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث الوليد بن مسلم، عن زهير بن محمد. قال ابن حنبل: كأن زهير بن محمد الذي وقع بالشام ليس هو الذي يُروى عنه بالعراق، كأنه رجل آخر قلبوا اسمه، يعني: لما يروون عنه من المناكير. قال: وسمعت محمد بن إسماعيل البخاري يقول: أهل الشام يروون عن زهير بن محمد مناكير. وأهل العراق يروون عنه أحاديث مقاربة". انتهى كلام الترمذي.

قلت: وهو كما قال، لكن في الباب عن ابن عمر وهو الآتي.

وزهير بن محمد هو التميمي أبو المنذر الخراساني، سكن الشام ثم الحجاز. ورواية أهل الشام عنه غير مستقيمة فضُعِّفَ بسببها. قال أبو حاتم: حدّث بالشام من حفظه فكثُرَ غلطُه. ولكنْ لم يغلط في حديثه هذا لوجود أصل له من حديث ابن عمر وهو الآتي:

• عن ابن عمر أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قرأ سورة الرحمن على أصحابه فسكتوا، فقال: "لقد كان الجن أحسن ردا منكم، كلما قرأت عليهم: {فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ} قالوا: لا بشيء من آلائك ربَّنا نكذب، فلك الحمد".

حسن: رواه البزار (٥٨٥٣)، وابن جرير في تفسيره (٢٢/ ١٩٠) كلاهما من طريق يحيى بن سُليم، نا إسماعيل بن أمية، عن نافع، عن ابن عمر، فذكره.

وإسناده حسن من أجل يحيى بن سليم الطائفي فإنه حسن الحديث في غير روايته عن عبيد الله بن عمر.

٣ - باب قوله: {يَسْأَلُهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ (٢٩)}

قوله {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ}: أي كل يوم تظهر لخلائقه مظاهر قدرته وعظمته.

• عن أبي الدرداء عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في قوله: {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ} قال: "من شأنه أن يغفر ذنبا، ويُفرِّج كربا، ويرفع قوما، ويخفض آخرين".

حسن: رواه ابن ماجه (٢٠٢) وابن أبي عاصم في السنة (٣٠١) وابن أبي حاتم كما ذكره ابن كثير في تفسيره، كلهم من طريق هشام بن عمار، حدثنا الوزير بن صبيح، حدثنا يونس بن ميسرة بن حلبس، عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء، فذكره.

وإسناده حسن من أجل الوزير بن صبيح وهو الثقفي الدمشقي، فإنه حسن الحديث، وقال أبو حاتم: صالح الحديث.

وقال البوصيري: "هذا إسناد حسن لتقاصر الوزير عن درجة الحفظ والإتقان".

٤ - باب قوله: {فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ (٣٧)}

أي: تنشق السماء يوم القيامة، وتتلون كما تتلون الأصباغ التي يدهن بها، فتارة حمراء، وتارة

<<  <  ج: ص:  >  >>