رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "يمين اللَّه ملآي لا يغيضها سحّاء اللّيل والنّهار. أرأيتم ما أنفقَ مذْ خلق السّماء والأرض؟ فإنّه لم يغض ما في يمينه". قال: "وعرشه على الماء، وبيده الأخرى القبض يرفع ويخفض".
متفق عليه: رواه مسلم في الزّكاة (٩٩٣) من طريق ابن عيينة، عن أبي الزّناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، فذكره.
والرواية الثانية أخرجها أيضًا مسلمٌ من طريق عبد الرزّاق، حدّثنا معمر بن راشد، عن همّام بن منبّه، قال: هذا ما حدّثنا أبو هريرة، فذكر الحديث.
ومن هذا الطريق رواه البخاريّ في التوحيد (٧٤١٩) بلفظ قريب منه.
ورواه أيضًا في النفقات (٥٣٥٢) عن إسماعيل، عن مالك، عن أبي الزّناد، بإسناده ولفظه: "قال اللَّه: أنفق يا ابن آدم أنفق عليك".
وهذه الرواية غير موجودة في الموطآت المطبوعة.
• عن أبي رزين، قال: قلت: يا رسول اللَّه، أين كان ربُّنا عزّ وجلّ قبل أنّ يخلق خلْقَه؟ قال: "كان في عَماءٍ، ما تحته هواء، وما فوقه هواء، ثم خلق عرشَه على الماء".
حسن: رواه الترمذيّ (٣١٠٩)، وابن ماجه (١٨٢) كلاهما من حديث يزيد بن هارون، قال: أنبأنا حماد بن سلمة، عن يعلى بن عطاء، عن وكيع بن حُدُس، عن عمّه أبي رزين، فذكره. ومن هذا الوجه أخرجه الإمام أحمد (١٦١٨٨).
وصحّحه ابنُ خزيمة (٣٦٠)، وابن حبان (٦١٤١)، وروياه من هذا الوجه، ووكيع بن حُدس "مقبول".
وقد توبع. انظر تخريجه المفصل -باب رؤيا المؤمنين ربَّهم يوم القيامة-.
قوله: "عَماء" بالفتح والمدّ، أي أنّ الخلق لا يعرفون خالقهم من حيث هم، لأنّه كان في عماء قبل خلقه الزّمان والمكان، ولا شيء معه، فمعرفة الخلق إيّاه كأنّه في عماء عن علم الخلق، لا أنّ اللَّه كان في عماء، إذ هذا الوصف شبيه بأوصاف المخلوقين. قاله ابن حبان.
٢ - باب أنّ العرش أعلى المخلوقات وأعظمها
• عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "من آمن باللَّه ورسوله، وأقام الصّلاة، وصام رمضان كان حقًّا على اللَّه أنّ يدخله الجنّة، جاهد في سبيل اللَّه أو جلس في أرضه التي وُلد فيها". فقالوا: يا رسول اللَّه أفلا نبشر النّاس؟ قال: "إنّ في الجنة مائةَ درجة أعدّها اللَّه للمجاهدين في سبيل اللَّه، ما بين الدّرجتين كما بين