السماء والأرض، فإذا سألتم اللَّه فاسألوه الفردوس؛ فإنه أوسط الجنة، وأعلى الجنة -أُراه فوقه عرش الرّحمن- ومنه تفجر أنهار الجنة".
صحيح: رواه البخاريّ في الجهاد (٢٧٩٠) عن يحيى بن صالح، حدّثنا فليح، عن هلال بن علي، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة، فذكره.
قال البخاريّ: وقال محمد بن فليح، عن أبيه: "وفوقه عرش الرحمن". أي دون شكّ.
قلت: وحديث محمّد بن فليح، عن أبيه. أخرجه البخاريّ أيضًا في التوحيد (٧٤٢٣) عن إبراهيم بن المنذر، عنه، عن أبيه، حدثني هلال إلّا أنّ فيه: "هاجر في سبيل اللَّه، أو جلس في أرضه التي وُلد فيها، بدلًا من "جاهد في سبيل اللَّه. . . ".
• عن أمِّ الرّبيع بنت البراء -وهي أمّ حارثة بن سراقة- أتت النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- فقالت: "يا نبي اللَّه، ألا تُحدّثني عن حارثة -وكان قُتل يوم بدر، أصابه سهم غرب- فإن كان في الجنّة صبرتُ، وإن كان غير ذلك اجتهدتُ عليه في البكاء. قال: "يا أمَّ حارثة إنّها جنان في الجنّة، وإنّ ابنك أصاب الفردوس الأعلى".
صحيح: رواه البخاريّ في الجهاد (٢٨٠٩) عن محمد بن عبد اللَّه، حدّثنا حسين بن محمد أبو أحمد، حدّثنا شيبان، عن قتادة، حدّثنا أنس بن مالك، أنّ أمّ الربيع بنت البراء أتت النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-، فذكرت مثله.
وأخرجه الترمذيّ (٣١٧٤) من وجه آخر عن قتادة وفيه: "إنّ ابنك أصاب الفردوس الأعلى، والفردوس ربوة الجنّة، وأوسطها، وأفضلها".
وقال: "هذا حديث حسن صحيح غريب من حديث أنس".
وقوله: "سهم غرْبٌ" وهو سهم طائش لا يدري من راميه.
• عن عبادة بن الصّامت، أنّ رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "في الجنّة مائة درجة، ما بين كلّ درجتين كما بين السّماء والأرض، والفردوس أعلاها درجةً، ومنها تفجّر أنهار الجنة الأربعة، ومن فوقها يكون العرش، فإذا سألتم اللَّه فسلوه الفردوس".
صحيح: رواه الترمذيّ (٢٥٣١) عن عبد اللَّه بن عبد الرحمن، أخبرنا يزيد بن هارون، أخبرنا همام، حدّثنا زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن عبادة بن الصّامت، فذكره. وإسناده صحيح.
وقد صحّحه أيضًا ابن خزيمة والحاكم.
والحديث رواه الإمام أحمد (٢٢٦٩٥) عن يزيد -وهو ابن هارون- وفيه: "ما بين كلِّ درجتين مسيرة مائة عام".
واللّفظ الذي ساقه الترمذيّ رواه الإمام أحمد عن عفّان بن مسلم، عن همام.