"يا أنس، انظر رجلًا يأكل معي" فدعوت زيد بن ثابت، فجاء فقال: إني قد شربت شربة سويق، وأنا أريد الصيام. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "وأنا أريد الصيام" فتسحرت معه، ثم قام فصلى ركعتين، ثم خرج إلى الصّلاة.
صحيح: رواه النسائي (٢١٦٧) من طريق عبد الرزاق -وهو في مصنفه (٧٦٠٥) - وعنه الإمام أحمد (١٣٠٣٣) عن معمر، عن قتادة، عن أنس، فذكره. وإسناده صحيح.
وقوله: "وذلك بعدما أذّن بلال" أي الأذان الأول الذي يكون بالليل لصلاة التهجّد.
٢٥ - باب استحباب تأخير السَّحور إلى أن يتبيّن الفجر الصّادق
• عن عبد الله بن عمر، أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إنّ بلالًا يؤذّن بليل، فكلوا واشربوا حتى ينادي ابنُ أمّ مكتوم". ثم قال: وكان رجلًا أعمى، لا يُنادي حتى يقال له: أصبحتَ أصبحتَ.
متفق عليه: رواه مالك في الصلاة (١٤) عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، فذكر الحديث.
ورواه البخاري في الأذان (٦١٧، ٦٢٠) من طريق مالك، به، مثله.
ورواه في الصوم (١٩١٨) عن عبيد بن إسماعيل، عن أبي أسامة، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر. ثم عطف عليه حديث عائشة الآتي.
ورواه مسلم في الصيام (١٠٩٢) من أوجه أخرى -غير طريق ابن دينار- عن ابن عمر، به، نحوه.
وفي رواية له من طريق نافع، عن ابن عمر، قال: "كان لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - مؤذِّنان: بلال وابنُ أمِّ
مكتوم الأعمى، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنّ بلالًا يؤذّن بليل، فكلوا واشربوا حتى يؤذّن ابنُ أمِّ مكتوم". قال: ولم يكن بينهما إلا أن ينزل هذا ويرقى هذا.
قوله: "ولم يكن بينهما ... إلخ" معناه أن بلالًا كان يؤذّن قبل الفجر ويتربّص بعد أذانه للدّعاء ونحوه، ثم يرقب الفجر، فإذا قارب طلوعُه نزل فأخبر ابنَ أمّ مكتوم، فيتأهب ابن أمّ مكتوم للطهارة وغيرها، ثم يرقي ويشرع في الأذان مع أول طلوع الفجر.
• عن عائشة: أنّ بلالًا كان يؤذّن بليل، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كلُوا واشربوا حتى يؤذّن ابنُ أمِّ مكتوم، فإنه لا يؤذِّن حتى يطلع الفجر". قال القاسم: ولم يكن بين أذانهما إلّا أن يرقي ذا وينزل ذا.
متفق عليه: رواه البخاريّ في الصوم (١٩١٨، ١٩١٩) عن عبيد بن إسماعيل، عن أبي أسامة، عن عبيدالله، عن نافع، عن ابن عمر، والقاسم بن محمد، عن عائشة، فذكرته. ورواه مسلم في الصيام (١٠٩٢/ ٣٨) عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر وحده. ثم رواه عن عبيد الله، حدثنا