أخذت كريمتيه إلَّا النظر إلى وجهي، والجوار في داري". ولقد رأيتُ أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يكون حوله يريدون أن تذهب أبصارهم".
رواه الطبراني في "الأوسط" (٨٨٥٠) عن مقدام بن داود، قال: حدَّثنا أسد بن موسي، قال: حدثنا أشرس بن الربيع أبو شيبان الهذلي، قال: حدَّثنا أبو ظلال القسملي، فذكر مثله.
قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديثَ عن أشرس إلَّا أسد بن موسي".
وقال الهيثمي في "المجمع" (٢/ ٣٠٩): "فيه أشرس بن الربيع، لم أجد من ذكره، وأبو ظلال ضئفه أبو داود، والنسائي، وابن عدي، ووثقه ابن حبان".
قلت: أشرس بن الربيع ترجمه البخاري في "التاريخ الكبير" (٢/ ٤٢) وابن أبي حاتم في "الجرح والتعديل" (٢/ ٣٢٢) وذكره ابن حبان في "الثقات" (٦/ ٨٠) وذكر جماعة من الرواة عنه.
أمَّا أبو ظلال؛ فجاء ذكره في حديث أنس في أوَّل الباب، إلَّا أنَّ البخاري قال فيه: "أبو ظلال ابن هلال، عن أنس، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -. وتعقَّبه الحافظ في "الفتح" (١٠/ ١١٧) فقال: أبو ظلال -بكسر الظاء المعجمة، والتخفيف- واسمه هلال. والذي وقع في الأصل: أبو ظلال بن هلال.
صوابه: إما أبو ظلال هلال بحذف "ابن". وإما أبو ظلال بن أبي هلال بزيادة "أبي". واختلف في اسم أبيه، فقيل: ميمون، وقيل: سويد، وقيل: يزيد، وقيل: زيد، وهو ضعيف عند الجميع، إلَّا أنَّ البخاري قال: إنَّه "مقارب الحديث". وليس له في صحيحه غير هذه المتابعة. وذكر المزي في ترجمته أنَّ ابن حبان ذكره في "الثقات"، وليس بجيد؛ لأنَّ ابن حبَّان إنَّما ذكره في "الضعفاء" (١١٤٦) فقال: "لا يجوز الاحتجاج به، وإنَّما ذكر في "الثقات" (٥/ ٥٠٤) هلال بن أبي هلال آخر، روى عنه يحيى المتوكِّل. وقد فرق البخاري بينهما، ولهم شيخ ثالث، يقال له: هلال بن أبي هلالي، تابعي أيضًا روى عنه ابنه محمد، وهو أصلح حالًا في الحديث منهما". انتهى.
والخلاصة: أنَّ حديث أبي ظلال ضعيف.
وفي الباب عن ابن مسعود، وابن عمر، وغيرهما وهي كلها ضعيفة.
[١٤ - باب بلوغ الدرجات بالابتلاء]
• عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ الرجل لتكون له عند الله المنزلة فما يبلغها بعمل، فما يزال الله يبتليه بما يكره حتَّى يُبلِّغه إيَّاها".
حسن: رواه أبو يعلى (٦٠٦٩) عن أبي كريب، حدَّثنا يونس بن بكير، حدَّثنا يحيى بن أيوب، حدَّثنا أبو زرعة، حدَّثنا أبو هريرة، فذكره.
وأورده الهيثمي في "المجمع" (٢/ ٢٩٢) وقال: "رواه أبو يعلى وفي رواية له: "يكون له عند الله المنزلة الرفيعة"، ورجاله ثقات".