أصحاب رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: ذكروا عند رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- مولاة لبني عبد المطلب، فقال: إنها تقوم الليل وتصوم النهار، قال: فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "لكني أنا أنام وأصلي، وأصوم وأفطر، فمن اقتدى بي فهو مني، ومن رغب عن سنتي فليس مني، إن لكل عمل شِرَّة ثم فترة فمن كانت فترته إلى بدعة فقد ضل، ومن كانت فترته إلى سنة فقد اهتدى".
صحيح: رواه أحمد (٢٣٤٧٤) عن يحيى بن سعيد، حدّثنا جرير عن منصور، عن مجاهد قال: فذكره.
[١٣ - باب التحذير من الرأي في الدين]
• عن عروة قال: حج علينا عبد اللَّه بن عمرو، فسمعته يقول: سمعت النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول:"إن اللَّه لا ينزع العلم بعد أن أعطاهموه انتزاعا، ولكن ينتزعه منهم مع قبض العلماء بعلمهم، فيبقى ناس جهال، يستفتون فيفتون برأيهم، فيُضلّون ويَضلّون".
فحدثت به عائشة زوج النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، ثم إن عبد اللَّه بن عمرو حج بعد، فقالت: يا ابن أختي، انطلق إلى عبد اللَّه فاستثبت لي منه الذي حدثتني عنه، فجئته فسألته، فحدثني به كنحو ما حدثني، فأتيت عائشة فأخبرتها فعجبت فقالت: واللَّه لقد حفظ عبد اللَّه بن عمرو.
متفق عليه: رواه البخاريّ في الاعتصام (٧٣٠٧) ومسلم في العلم (١٤: ٢٦٧٣) كلاهما من طريق ابن وهب، عن عبد الرحمن بن شريح، عن أبي الأسود، عن عروة، فذكره. واللفظ للبخاري.
• عن الأعمش قال: سألت أبا وائل: هل شهدت صفين؟ قال: نعم، فسمعت سهل بن حنيف يقول:"يا أيها الناس اتهموا رأيكم على دينكم لقد رأيتني يوم أبي جندل، ولو أستطيع أن أرد أمر رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- لرددته، وما وضعنا سيوفنا على عواتقنا إلى أمر يفظعنا إلا أسهلن بنا إلى أمر نعرفه غير هذا الأمر".
قال: وقال أبو وائل: شهدت صِفِّين، وبئست صِفِّينُ.
متفق عليه: رواه البخاريّ في الاعتصام (٧٣٠٨)، ومسلم في الجهاد والسير (٩٥: ١٧٨٥) من طرق عن الأعمش به. واللفظ للبخاري.
وروي عن الأوزاعي أنه قال: كتب عمر بن عبد العزيز: أنه لا رأي لأحد في كتاب اللَّه، وإنما رأي الأئمة فيما لم ينزل فيه كتاب، ولم تمض به سنة من رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-، ولا رأي لأحد في سنة سنها رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-. رواه الدارمي (٤٤٦) بإسناد صحيح.