[١٦ - تفسير سورة النحل وهي مكية، وعدد آياتها ١٢٨]
١ - باب قوله: {لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ (٢٥)}
أي أنهم يحملون أوزار ضلالهم في أنفسهم، وكذلك يحملون أوزار إضلالهم لغيرهم، كما جاء في الصحيح:
• عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "من دعا إلى هدى، كان له من الأجر مثل أجور من تبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا".
صحيح: رواه مسلم في العلم (٢٦٧٤) من طرق عن إسماعيل يعني ابن جعفر، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة، فذكره.
٢ - باب قوله: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (٣٦)}
قوله: {فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ} هداية التوفيق من الله، وأما هداية الدلالة والإرشاد فمن العباد، وبه أرسل الله الرسل في كل أمة.
وقوله: {وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ} وذلك من أجل اختيارهم الغواية على الهداية، والضلالة على الرشد، وتركهم سبيل الأنبياء والمرسلين، وعدم إيمانهم بدعوتهم، فلم يكونوا موفقين من الله عز وجل، وعليه يدل قوله تعالى: {فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا} [الأنعام: ١٢٥].
٣ - باب قوله: {إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (٤٠)}
فيه إثبات لقدرة الله تعالى على إحياء الموتى، وردٌّ على منكريها.
وقوله: {إِنَّمَا} قصر لتكوين الموجود بمجرد صدور الأمر الإلهي، ولا يستحيل عليه شيء كما كان المشركون يعتقدون استحالة إحياء الموتى {وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَا يَبْعَثُ اللَّهُ مَنْ يَمُوتُ} [النحل: ٣٨] وفي سورة يس [٧٨] {وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِ الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ (٧٨)}.
وقوله: {لِشَيْءٍ} شامل للموجود وغير الموجود، وأما الموجود فمثل إحياء الموتى الذين