الإسناد، إنما أحال على إسناد قبله.
• عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "والله! إني أستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة".
صحيح: رواه البخاري في الدعوات (٦٣٠٧) عن أبي اليمان، أخبرنا شعيب، عن الزهري، قال: أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن قال: قال أبو هريرة: فذكره.
• عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الشيطان قال: وعزتك يا رب! لا أبرح أغوي عبادك ما دامت أرواحهم في أجسادهم، قال الرب: وعزتي وجلالي لا أزال أغفر لهم ما استغفروني".
حسن: رواه أحمد (١١٢٣٧، ١١٧٢٩) من طريقين عن ابن لهيعة، حدثنا درَّاج، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد الخدري، فذكره.
وابن لهيعة فيه كلام معروف.
ودرَّاج هو ابن سمعان أبو السمح روايته عن أبي الهيثم ضعيفة.
ولكن رواه أحمد (١١٢٤٤) أيضا من وجه آخر عن أبي سلمة، أخبرنا ليث (هو ابن سعد)، عن يزيد بن الهاد، عن عمرو، عن أبي سعيد الخدري، فذكره.
وفيه انقطاع فإن عمرو وهو ابن أبي عمرو القرشي لم يدرك أبا سعيد الخدري.
وبمجموع الإسنادين يكون الحديث حسنا.
والأحاديث الدالة على فضل الاستغفار، والحث عليها كثيرة، وهي مذكورة في موضعها.
٨ - باب قوله: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (٢٢)}
قوله: {وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ} فيه تحذير من الله عز وجل عن قطيعة الرحم، وقد جاءت أحاديث كثيرة فيها نهي عن قطعية الرحم وأمر بصلته، وحث على البر والإحسان إلى الأقارب، ومنها:
• عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن الله خلق الخلق حتى إذا فرغ منهم قامت الرحم فقالت: هذا مقام العائذ من القطيعة. قال: نعم، أما ترضين أن أصل من وصلك وأقطع من قطعك؟ قالت: بلى، قال: فذاك لك"، ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "اقرؤوا إن شئتم: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (٢٢) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ (٢٣) أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا (٢٤)} ".
متفق عليه: رواه البخاري في التفسير (٤٨٣١) ومسلم في البر والصلة (٢٥٥٤) كلاهما من