وصحّحه ابن حبان (٤٧١٠) كلهم من طريق إسحاق بن يوسف الأزرق، حدثنا سفيان، عن الأعمش، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، فذكره.
وقال الترمذي: "هذا حديث حسن، وقد رواه غير واحد، عن سفيان، عن الأعمش، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير مرسلا، وليس فيه: عن ابن عباس". اهـ
قلت: أما سفيان فاختلف عليه، كما أشار إليه الترمذي، لكن رواه شعبة، عن الأعمش به موصولا أيضا، كما عند الحاكم (٣/ ٧ - ٨)، ولم يختلف على شعبة، وهو من أهل التحري والاحتياط، فالإسناد صحيح.
وقال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين".
• عن الزهري قال: فكان أول آية نزلت في القتال، كما أخبرني عروة، عن عائشة: {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ} إلى قوله {إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} ثم أذن بالقتال في آي كثير من القرآن.
صحيح: رواه النسائي في الكبرى (١١٢٨٣) عن زكريا بن يحيى، حدثنا محمد بن يحيى، حدثنا محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة، حدثنا سلمويه أبو صالح، أخبرنا عبد الله، عن يونس، عن الزهري، فذكره.
قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري (٧/ ٢٨٠): "إسناده صحيح".
وعبد الله هو ابن المبارك، والراوي عنه سلمويه هو سليمان بن صالح الليثي، وسلمويه لقبه من رجال الصحيح.
٢٠ - باب قوله {وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (٥٢)}
أي: ما أرسل الله قبل النبي - صلى الله عليه وسلم - من رسول ولا نبي إلا إذا تلا كتاب الله، وقرأ أو حدّث وتكلم ألقى الشيطان في كتاب الله الذي تلاه وقرأه أو في حديثه الذي حدّث وتكلم، فيذهب الله ما يلقي الشيطان من ذلك ويزيله ويبطله، ويحكم آياته ويحفظها فتبقى خالصة من مخالطة إلقاء الشيطان.
وهذه من خصوصيات الأنبياء والمرسلين، فإن الشيطان لا ينجح في كيده لهم بالإلقاء فيما يتلون ويحدثون بخلاف غيرهم.
وأما ما ذكره كثير من المفسرين وغيرهم من قصة الغرانيق فهي غير صحيحة.
٢١ - باب قوله: {أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ (٧٠)}