عبد الله، والرواية الثانية (٦٦٥) عن أبي نضرة، عن جابر.
• عن أبي بن كعب قال: كان رجل، لا أعلم رجلًا أبعد من المسجد منه، وكان لا تُخطئه صلاةٌ، قال: فقيل له، أو قلت له: لو اشتريتَ حمارًا تركبُه في الظَلْماء وفي الرمْضاء، قال: ما يسرني أن منزلي إلى جنب المسجد، إني أريد أن يكتب لي ممشايَ إلى المسجد، ورجوعي إذا رجعتُ إلى أهلي، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قد جمع الله لك ذلك كُلَّه".
وفي رواية: كان رجل من الأنصار بيته أقصى بيت في المدينة، فكان لا تُخطئه الصلاةُ مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: فتَوجَّعْنَا له، فقلتُ له: يا فلان! لو أنك اشتريت حمارًا يقيك من الرمْضاء، ويقيك من هوامّ الأرض. قال: أما والله! ما أحب أن بيتي مُطَنَّبٌ ببيت محمد - صلى الله عليه وسلم -، قال: فحملتُ به حِملًا حتى أتيتُ نبيَّ الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبرته، قال: فدعاه، فقال له مثل ذلك. وذكر له أنه يرجو في أثَرِه الأجْرَ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:"إن لك ما احتسبْت".
صحيح: رواه مسلم في المساجد (٦٦٣) الأولى من طريق سليمان التيمي، والثانية من طريق عاصم - كلاهما عن أبي عثمان النهدي، عن أبي بن كعب، فذكر مثله.
وقوله:"مطنب" - بفتح النون - أي ما أحب أن يكون بيتي مشدودًا، بالأطناب، وهي الحبال إلى بيت النبي صلى الله عليه وسلم بل أحب أن يكون بعيدًا منه لتكثير ثوابي.
وقوله: فحملت به حملا: أي عظم علي وثقل قوله، وليس المراد به الحمل على الظهر.
[٦ - باب فضل المشي إلى الصلاة في الظلام]
• عن سهل بن سعد الساعدي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ليَبْشَر المشَّاؤون في الظُلَم بنور تامٍ يوم القيامة".
حسن: رواه ابن ماجه (٧٨٠) عن إبراهيم بن محمد الحلبي، قال: حدثنا يحيى بن الحارث الشيرازي، قال: حدثنا زهير بن محمد التميمي، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد فذكره.
وإسناده حسن للكلام في إبراهيم بن محمد الحلبي، وهو: الزّهريّ، نزيل البصرة. قال ابن حبان في "الثّقات"(٨/ ٧٥)"بخطئ". وقال الذهبي في "الكاشف"(١٩٨): "صدوق". وقال الحافظ:"صدوق يخطئ". ومثله يحسن حديثه إذا لم يخطئ.
وقد صحّحه ابن خزيمة (١٤٩٨) وقال: خبر غريب غريب. ومن طريقه الحاكم (١/ ٢١٢) فروياه عن إبراهيم بن محمد البصريّ، عن يحيى بن الحارث الشّيرازيّ، حدّثنا زهير بن محمد التّميميّ وأبو