عبد الرحمن بن زياد هو الإفريقي ضعيف.
قلت: وهو كما قال الذهبي، فإن عبد الرحمن بن زياد بن أنعم الإفريقي اتفق أهل العلم على تضعيفه حتى قال فيه ابن حبان: "يروي الموضوعات عن الثقات، ويدلس".
وهذا الحديث أورده المنذري في "الترغيب والترهيب" (٥٢٤٩) وعزاه إلى الطبراني وقال: "إسناده جيد" وهو الآخر من تساهل في تصحيحه.
وكذلك لا يصح أيضًا ما رُوي عن عبد الله بن عمرو مرفوعًا: "الدنيا سجن المؤمن وسنَتُه، فإذا فارق الدنيا فارق السجن والسنَةَ" رواه الإمام أحمد (٦٨٥٥) عن علي بن إسحاق، أخبرنا عبد الله، أخبرنا يحيى بن أيوب، أخبرني عبد الله بن جنادة المعافرِي، أن أبا عبد الرحمن الحُبُلى حدثه، عن عبد الله بن عمرو فذكره. ومن طريق عبد الله بن المبارك أخرجه عبد بن حميد في "المنتخب" (٣٤٦).
وأخرجه الحاكم (٤/ ٣١٥) من طريق سعيد بن أبي مريم، عن يحيى بن أيوب، بإسناده.
وفيه عبد الله بن جنادة المعافري مجهول، لأنه لم يوثقه أحد، وإنما ذكره ابن حبان في "الثقات" (٧/ ٢٣) حسب عادته في توثيق المجاهيل. وقال: روى عنه سعيد بن أبي أيوب.
وتبعه الهيثمي فقال في "المجمع" (١٠/ ٢٨٨): "رواه أحمد والطبراني باختصار، ورجال أحمد رجال الصحيح غير عبد الله بن جنادة وهو ثقة".
قلت: كلا بل هو مجهول.
وقوله: "سنتُه" السنَّةُ بفتح السين وتخفيف النون: الجدب والقحط.
وفي الباب أيضًا عن ابن عمر مرفوعًا: "الدنيا سجن المؤمن، وجنة الكافر" رواه البزار "كشف الأستار" (٣٦٤٥) عن هارون بن سفيان المستملي، ثنا عبد الله بن كثير المدني، ثنا كثير بن جعفر ابن أبي كثير، عن زيد بن أسلم، عن ابن عمر، فذكره. ح وحدثنا عبد الله بن شبيب، ثنا إسماعيل ابن أبي أويس، عن أبي الزناد، عن موسى بن عقبة، عن عبد الله بن دينار، عن ابن عمر، فذكره. وقال البزار: "لا نعلمه يُروى عن ابن عمر إلا من هذين الوجهين".
وأورده الهيثمي في "المجمع" (١٠/ ٢٨٩) وقال: "رواه البزار بسندين أحدهما ضعيف، والآخر فيه جماعة لم أعرفهم".
٩ - باب أن من خصائص الأنبياء أنهم يُخَيَّرون بين البقاء في الدنيا وبين الرحيل من الدنيا
• عن عائشة قالت: كنت أسمع أنه لا يموت نبي حتى يخير بين الدنيا والآخرة. فسمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول في مرضه الذي مات فيه، وأخذتْه بحة يقول: {مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ} [النساء: ٦٩] فظننتُ أنه خُيِّر.