لها". قال: كان عبد الله يأتي الدعوة في العُرس وغير العُرس وهو صائم.
متفق عليه: رواه البخاري في النكاح (٥١٧٩)، ومسلم في النكاح (١٠٣: ١٤٢٩) كلاهما من طريق حجاج بن محمد، عن ابن جريج، أخبرني موسى بن عقبة، عن نافع قال: سمعت عبد الله بن عمر، فذكره.
وأما ما روي عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من دُعيَ فلم يجب فقد عصى الله ورسولَه، ومن دخل على غير دعوة دخل سارقا وخرج مغيرا" فهو ضعيف. رواه أبو داود (٣٧٤١) والبيهقي (٧/ ٢٦٥) كلاهما من حديث درست بن زياد، ثنا أبان بن طارق، عن نافع، عن ابن عمر فذكره.
ودرست بن زياد قال فيه البخاري: حديثه ليس بالقائم.
وقال ابن حبان: "منكر الحديث جدا".
وأبان بن طارق قال فيه أبو زرعة: "مجهول".
وذكر ابن عدي هذا الحديث وقال: "إنه تفرد بهذا الحديث".
وقال: "إن هذا أنكر ما وقع له".
وفي الباب عن عائشة أيضا إلا أنه لا يصح كذلك رواه البيهقي وغيره.
• عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "رسول الرجل إلى الرجل إذنه".
صحيح: رواه أبو داود (٥١٨٩) والبخاري في الأدب المفرد (١٠٧٦) كلاهما عن موسى بن إسماعيل، حدثنا حماد بن سلمة، عن حبيب وهشام، عن محمد، عن أبي هريرة فذكره.
وإسناده صحيح، ومحمد هو ابن سيرين. وحبيب هو ابن شهيد.
وأما ما روي عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إذا دُعي أحدكم إلى طعام، فجاء مع الرسول، فإن ذلك له إذن" فهو منقطع.
رواه أبو داود (٥١٩٠) والبخاري في الأدب المفرد (١٠٧٥) كلاهما من حديث عبد الأعلى، قال: حدثنا سعيد، عن قتادة، عن أبي رافع، عن أبي هريرة فذكره.
قال أبو علي اللؤلؤي: "سمعت أبا داود يقول: قتادة لم يسمع من أبي رافع شيئا".
قلت: وقال الإمام أحمد: يدخل بينه وبين أبي رافع الحسن وخلّاسًا.
وأبو رافع هو نفيع البصري الصائغ. ثم إن قتادة مدلس، ولم يصرح بالسماع فالظاهر أنه دلّس في هذا الحديث.
٨ - باب شرّ الطعام الذي يُدعى إليه الأغنياء دون الفقراء
• عن أبي هريرة أنه كان يقول: "شر الطعام طعام الوليمة، يُدعى لها الأغنياء، ويُترك المساكين، ومن لم يأت الدعوة فقد عصى اللهَ ورسولَه".