للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

والعباس يستأذنان، فقالا: يا أسامة! استأذن لنا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقلت: يا رسول الله! علي والعباس يستأذنان، فقال: "أتدري ما جاء بهما؟ " قلت: لا، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لكني أدري، ائذن لهما"، فدخلا فقالا: يا رسول الله! جئناك نسألك أي أهلك أحب إليك؟ قال: "فاطمة بنت محمد"، فقالا: ما جئناك نسألك عن أهلك. قال: "أحب أهلي إلي من قد أنعم الله عليه وأنعمت عليه أسامة بن زيد". قالا: ثم من؟ قال: "ثم علي بن أبي طالب". قال العباس: يا رسول الله! جعلت عمك آخرهم؟ قال: "لأن عليا قد سبقك بالهجرة".

وعمر بن أبي سلمة قال الترمذي: كان شعبة يضعفه لكن ضعفه ليس بشديد، فقد قال ابن معين: ليس به بأس، وقال البخاري: صدوق إلا أنه يخالف بعض حديثه، وقال ابن عدي: حسن الحديث لا بأس به، وبهذه المتابعة يرتقي الحديث إلى درجة الحسن إلا أن في بعض ألفاظه غرابة.

وقال الترمذي: "هذا حديث حسن".

وقوله: "أبو ولدي" أي أبو الحسن والحسين رضي الله عنهما.

[١٩ - باب ما جاء في فضائل زيد بن حارثة، وجعفر، وعبد الله بن رواحة، وخالد بن الوليد]

• عن خالد بن سمير قال: قدم علينا عبد الله بن رباح فوجدته اجتمع إليه ناس من الناس، قال: حدثنا أبو قتادة فارس رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: بعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جيش الأمراء وقال: "عليكم زيد بن حارثة فإن أصيب زيد، فجعفر، فإن أصيب جعفر، فعبد الله بن رواحة الأنصاري". فوثب جعفر فقال: بأبي أنت يا نبي الله وأمي، ما كنت أرهب أن تستعمل علي زيدا، قال: "امضوا فإنك لا تدري أي ذلك خير". قال: فانطلق الجيش فلبثوا ما شاء الله، ثم إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صعد المنبر وأمر أن ينادى: الصلاة جامعة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ناب خبر - أو ثاب خبر، شك عبد الرحمن - ألا أخبركم عن جيشكم هذا الغازي، إنهم انطلقوا حتى لقوا العدو، فأصيب زيد شهيدًا، فاستغفروا له". فاستغفر له الناس، "ثم أخذ اللواء جعفر بن أبي طالب فشد على القوم حتى قتل شهيدًا، أشهد له بالشهادة، فاستغفروا له، ثم أخذ اللواء عبد الله بن رواحة، فأثبت قدميه حتى أصيب شهيدًا فاستغفروا له، ثم أخذ اللواء خالد بن الوليد ولم يكن من الأمراء، هو أمر نفسه". فرفع رسول الله أصبعيه وقال: "اللهم! هو سيف من سيوفك فانصره - وقال عبد الرحمن مرة: فانتصر به". فيومئذ سمي خالد سيف الله، ثم قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "انفروا فأمدوا إخوانكم ولا يتخلفن أحد". فنفر الناس

<<  <  ج: ص:  >  >>