للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ} [آل عمران: ٦٤] ".

فأما كسرى فمزق كتابه ولم ينظر فيه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مزق ومُزِّقَتْ أمته"، وأما قيصر، فقال: إن هذا كتاب لم أره بعد سليمان: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، فأرسل إلى أبي سفيان بن حرب وإلى المغيرة بن شعبة - وكانا تاجرين بالشام فسألهما عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وقال: بأبي، لو كنت عنده لغسلت قدميه، ليملكن ما تحت قدمي، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن له مدة"، وأما النجاشي فآمن -أو قال: فأسلم- وآمن من كان عنده من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، وبعث إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - بكسوة، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -، "اتركوه ما ترككم".

رواه أبو عبيد في الأموال (٦٠) وسعيد بن منصور (٢٤٨٠) من طريقين عن عبد الرحمن بن حرملة، عن سعيد بن المسيب، فذكره، وهو مرسل.

والصحيح أن هذا النجاشي غيره خلف الملكَ بعد وفاة النجاشي المسلم.

[٨ - باب كتاب النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الحارث بن أبي شمر الغساني]

قال ابن سعد في الطبقات (١/ ٢٦١):

قالوا: وبعث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شجاع بن وهب الأسدي، وهو أحد الستة، إلى الحارث بن أبي شمر الغساني يدعوه إلى الإسلام وكتب معه كتابًا، قال شجاع: فأتيت إليه وهو بغوطة دمشق، وهو مشغول بتهيئة الإنزال والألطاف لقيصر، وهو جاء من حمص إلى إيلياء، فأقمت على بابه يومين أو ثلاثة، فقلت لحاجبه: إني رسول رسول الله إليه، فقال: لا تصل إليه حتى يخرج يوم كذا وكذا، وجعل حاجبه، وكان روميًّا اسمه مري، يسألني عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فكنت أحدثه عن صفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما يدعو إليه، فيرق حتى يغلبه البكاء ويقول: إني قد قرأت الإنجيل فأجد صفة هذا النبي - صلى الله عليه وسلم - بعينه، فأنا أومن به وأصدقه، وأخاف من الحارث أن يقتلني، وكان يكرمني ويحسن ضيافتي، وخرج الحارث يومًا فجلس ووضع التاج على رأسه، فأذن لي عليه، فدفعت إليه كتاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقرأه ثم رمى به، وقال: من ينتزع مني ملكي؟ أنا سائر إليه ولو كان باليمن جئته، عليَّ بالناس! فلم يزل يفرض حتى قام، وأمر بالخيول تنعل، ثم قال: أخبر صاحبك ما ترى، وكتب إلى قيصر يخبره خبري وما عزم عليه، فكتب إليه قيصر: أَلَّا تسير إليه واله عنه ووافني بإيلياء، فلما جاءه جواب كتابه دعاني فقال: متى تريد أن تخرج إلى صاحبك؟ فقلت غدًا، فأمر لي بمائة مثقال ذهب، ووصلني مري، وأمر لي بنفقة وكسوة، وقال: أقرئْ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مني السلام، فقدمت على النبي - صلى الله عليه وسلم -، فأخبرته فقال: "باد ملكه! " وأقرأته من مري السلام، وأخبرته بما قال. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "صدق! " ومات الحارث بن أبي شمر عام الفتح.

ذكر الطبري في تاريخه (٢/ ٦٥٢) نص الكتاب:

"سلام على من اتبع الهدى، وآمن به، إني أدعوك إلى أن تؤمن بالله وحده لا شريك له، يبقى

<<  <  ج: ص:  >  >>