حسن: رواه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (٣٣٦٨)، والطبراني في الكبير (٢٥/ ٩٥) كلاهما من طريق محمد بن مصفى، حدثنا معاوية بن حفص، حدثنا ابن المبارك، عن معمر، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن أم خالد بنت الأسود بن عبد يغوث فذكرته.
وإسناده حسن من أجل محمد بن مصفى ومعاوية بن حفص فإنهما حسنا الحديث.
[٤ - باب ما جاء في أخبار خولة بنت ثعلبة]
• عن عائشة قالت: الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات، لقد جاءت خولة بنت ثعلبة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تشكو زوجها، فكان يخفى علي كلامهما، فأنزل الله عز وجل:{قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ}[المجادلة: ١].
صحيح: رواه النسائي (٣٤٦٠)، وابن ماجه (١٨٨)(٢٠٦٣)، وأحمد (٢٤١٩٥)، والحاكم (٢/ ٤٨١) كلهم من طريق الأعمش، عن تميم بن سلمة، عن عروة، عن عائشة فذكرته. وإسناده صحيح.
• عن خولة بنت ثعلبة قالت: فيَّ - والله -، وفي أوس بن صامت أنزل الله عز وجل صدر سورة المجادلة، قالت: كنت عنده، وكان شيخًا كبيرًا قد ساء خلقه وضجر، قالت: فدخل علي يومًا، فراجعته بشيء، فغضب فقال: أنت علي كظهر أمي، قالت: ثم خرج، فجلس في نادي قومه ساعة، ثم دخل عليّ، فإذا هو يريدني على نفسي، قالت: فقلت: كلا والذي نفس خويلة بيده، لا تخلص إليَّ، وقد قلت ما قلت، حتى يحكم الله ورسوله فينا بحكمه، قالت: فواثبني وامتنعت منه، فغلبته بما تغلب به المرأة الشيخ الضعيف، فألقيته عني، قالت: ثم خرجت إلى بعض جاراتي فاستعرت منها ثيابها، ثم خرجت حتى جئت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجلست بين يديه، فذكرت له ما لقيت منه، فجعلت أشكو إليه - صلى الله عليه وسلم - ما ألقى من سوء خلقه، قالت: فجعل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:"يا خويلة! ابن عمك شيخ كبير، فاتقي الله فيه". قالت: فوالله! ما برحت حتى نزل في القرآن، فتغشى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما كان يتغشاه، ثم سري عنه، فقال لي:"يا خويلة، قد أنزل الله فيك وفي صاحبك". ثم قرأ علي:{قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ}[المجادلة: ١] إلى قوله: {وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ} فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مريه، فليعتق رقبة". قالت: فقلت: والله! يا رسول الله، ما عنده ما يعتق، قال:"فليصم شهرين متتابعين". قالت: والله! يا رسول الله، إنه شيخ كبير، ما به من صيام، قال:"فليطعم ستين مسكينًا وسقًا من تمر". قالت: فقلت: والله!