وإسناده صحيح. وذرّ هو ابن عبد الله المرهبي من رجال الجماعة.
• عن أبي سعيد الخدري، أنه قال: قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو على المنبر {ص}، فلمّا بلغ السجدة نزل، فسجد، وسجد الناس معه، فلمّا كان يوم آخر قرأها، فلمّا بلغ السجدة تشزّن الناس للسجود، فقال النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم -: "إنّما هي توبة نبي، ولكنّي رأيتكم تشزّنتم للسجود". فنزل فسجد وسجدوا.
حسن: رواه أبو داود (١٤١٠)، وصحّحه ابن خزيمة (١٤٥٥)، وابن حبَّان (٢٧٦٥)، والحاكم (٢/ ٤٣٣ - ٤٣١) كلّهم من طريق سعيد بن أبي هلال، عن عياض بن عبد الله بن سعد بن أبي سرح، عن أبي سعيد، فذكره.
وإسناده حسن من أجل سعيد بن أبي هلال؛ فإنه حسن الحديث.
قال الحاكم: "صحيح على شرط الشّيخين". وقال النوويّ في الخلاصة (٢١٤٠): "سنده صحيح على شرط البخاريّ".
٣ - باب قوله: {وَوَهَبْنَا لِدَاوُودَ سُلَيْمَانَ نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ (٣٠) إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ (٣١) فَقَالَ إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي حَتَّى تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ (٣٢) رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ (٣٣)}
قوله: {إِنَّهُ أَوَّابٌ} أي كثير الطاعة والعبادة والإنابة إلى الله.
قوله: {الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ} أي: الخيل الجياد السراع.
وقوله: {إِذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالْعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الْجِيَادُ} أي قدم له الجياد الصافنات لاطلاعه على ما أعد من رباط الخيل لملاقاة العدو.
والصافنات من صفن الفرسُ صفونا أي قام على ثلاث قوائم، وطرف حافر الرابعة.
فانشغل سليمان برؤية الجياد الصافنات حتَّى توارت عن الأنظار، ونسي ذكر ربه أثناء عرضها عليه، ولم يكن ذلك من عادته؛ لأن الله وصفه بالأوّاب، فطلب من الحراس إعادة الجياد، وكاد أن يذبحهن من شدة غضبه، فلمّا سكن غضبه بدأ يمسح أعراف الخيل وعراقيبها شفقة بهن، وهو قوله تعالى: {رُدُّوهَا عَلَيَّ فَطَفِقَ مَسْحًا بِالسُّوقِ وَالْأَعْنَاقِ}.
وأمّا كونه بدأ يعقرهن فهو بعيد؛ لأنه لم يكن ليُعذّب الحيوان بسبب انشغاله بها عن ذكر الله، والله أعلم.
وقد روي أن سليمان عليه السّلام كانت له خيل لها أجنحة.
• عن عائشة قالت: قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من غزوة تبوك أو خيبر وفي سهوتها ستر، فهبت ريح، فكشفت ناحية الستر عن بنات لعائشة لعب، فقال: "ما هذا، يا