حتى يكون قتال". فنزل القرآن: {خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا} إلى قوله: {إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ} الآية.
حسن: رواه أبو نعيم في معرفة الصحابة (١/ ٣١٢ - ٣١٣) عن عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا عبد الرحمن بن الحسن، ثنا إسماعيل بن محمد بن عصام، قال: وجدت في كتاب جدي عن سفيان، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر فذكره.
ورواه أبو الشيخ في تفسيره، وابن منده في المعرفة، كما في الإصابة كلاهما من حديث سفيان الثوري بإسناده.
قال الحافظ في الإصابة: "إسناده قوي".
قلت: وهو كما قال؛ فإن فيه أبا سفيان طلحة بن نافع مختلف فيه، غير أنه حسن الحديث وخاصة إذا روى عنه الأعمش فأحاديثه مستقيمة كما قال ابن عدي.
قوله: {وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ} عام لكل من أتى بصدقته إلى النبي - صلى الله عليه وسلم -، فكان يدعو لهم، ويصلي عليهم، كما جاء في الصحيح.
• عن عبد الله بن أبي أوفى قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا أتاه قوم بصدقتهم قال: "اللهم صل على آل فلان". فأتاه أبي بصدقته، فقال: "اللهم صل على آل أبي أوفى".
متفق عليه: رواه البخاري في الزكاة (١٤٩٧)، ومسلم في الزكاة (١٠٧٨) كلاهما من طريق شعبة، عن عمرو بن مرة، قال: سمعت عبد الله بن أبي أوفى قال: فذكره. واللفظ للبخاري ولفظ مسلم نحوه.
٣٦ - باب قوله: {أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (١٠٤)}
قوله: {أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ}.
• عن أبي موسى، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن الله عز وجل يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها".
صحيح: رواه مسلم في التوبة (٢٧٥٩) عن محمد بن جعفر، حدثنا شعبة، عن عمرو بن مُرّة، قال: سمعت أبا عبيدة يحدث عن أبي موسى، فذكره.
قوله: {وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ}.
• عن عائشة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن الرجل ليتصدق بالصدقة من الكسب الطيب، ولا يقبل الله إلا الطيب، فيتلقاه الرحمن تبارك وتعالى بيده، فيربيها كما يربي