رواه ابن خزيمة في التوحيد (٦٢٧)، والطبرانيّ في الكبير (قطعة من الجزء ١٣ - ١٤ (٣٩٦) كلاهما من حديث أبي داود، حدّثنا شعبة، عن منصور، عن ربعي بن حراش قال: قدمتُ المدينة فلقيتُ عبد اللَّه بن سلام، فذكره.
ولفظهما سواء إِلَّا أنه ذكر في الطبرانيّ خرشة بن الحرّ، وكذلك ذكره أيضًا الهيثميّ في "المجمع" (١٠/ ٣٨١)، وعزاه إلى الطبرانيّ وقال: "رجاله رجال الصّحيح".
وخرشة بن الحرّ من كبار التّابعين روى عن عبد اللَّه بن سلام، وعنه ربعي بن حراش، ولم أرَ أنَّ ربعي بن حراش روي عن عبد اللَّه بن سلام فالذي يظهر أنّه سقط في إسناد ابن خزيمة خرشة بن الحرّ. ثم هذا لم يسنده عبد اللَّه بن سلام إلى النّبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم-.
وقوله: "أجده في كتاب اللَّه" لعلّه يقصد به التَّوراة؛ لأنّه لا يوجد مثل هذا في القرآن الكريم.
١٩ - باب ما جاء في شفاعة الشّهيد
• عن مقدام بن معدي كرب قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "للشّهيد ستُّ خصال: يُغفر له في أول دَفْعةٍ، ويرى مقعده من الجنّة، ويجار من عذاب القبر، ويأمن من الفزع الأكبر، ويوضع على رأسه تاج الوقار: الياقوتةُ منها خيرٌ من الدُّنيا وما فيها، ويزوّج اثنين وسبعين زوجة من الحور العين، ويُشفَّع في سبعين من أقاربه".
حسن: رواه الترمذيّ (١٦٦١) عن عبد اللَّه بن عبد الرحمن، حدّثنا نُعيم بن حمّاد، حدّثنا بقية ابن الوليد، عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن المقدام بن معدي كرب، فذكره.
قال الترمذيّ: "حسن صحيح غريب".
قلت: فيه بقية بن الوليد وهو مدلّس وقد عنعن، ولكنّه توبع.
رواه ابن ماجه (٢٧٩٩)، والآجري في الشريعة (٨١١)، وأحمد (١٧١٨٢) كلّهم من طرق عن إسماعيل بن عياش، عن بحير بن سعد، بإسناده إِلَّا أن الآجرّي قال: "تسع خصال". وزاد الجميع خصلة واحدة وهي: "ويحلّى حلّة الإيمان".
وإسماعيل بن عياش صدوق في روايته عن أهل بلده، وبحير بن سعد من أهل بلده، وباقي رجاله ثقات.
وأمّا قوله: "ست خصال" أو "تسع خصال". والعدد الصّحيح في المتن "ثمان خصال". وفي بعض الرّوايات تكرار الزواج هكذا: ويزوَّج من الحور العين، ويزوَّج اثنين وسبعين من الحور العين".
وأظنّ هذا كلّه من تخليط إسماعيل بن عياش، لأنّه كان مختلطًا في غير أهل بلده، وهذا لا يمنع أن يقع له الاختلاط أيضًا في أهل بلده أحيانًا.