للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٥ - باب قوله: {كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (٩٣)}

• عن ابن عباس قال: حضرت عصابة من اليهود نبي اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- يومًا، فقالوا: يا أبا القاسم! حدّثنا عن خلال نسألك عنهن، لا يعلمهن إلا نبي، قال: "سلوني عما شئتم، ولكن اجعلوا لي ذمة اللَّه وما أخذ يعقوب -عليه السلام- على بنيه لئن حدثتكم شيئًا فعرفتموه لتتابعني على الإسلام" قالوا: فذلك لك. قال: "فسلوني عما شئتم" قالوا: أخبرنا عن أربع خلال نسألك عنهن، أخبرنا أي الطعام حرَّم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة. . . فقال النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-: "فأنشدكم بالذي أنزل التوراة على موسى هل تعلمون أن إسرائيل يعقوب -عليه السلام- مرض مرضا شديدًا، وطال سقمه، فنذر للَّه نذرا لئن شفاه اللَّه تعالى من سقمه ليحرِّمَنَّ أحب الشراب إليه، وأحب الطعام إليه، وكان أحب الطعام إليه لحمان الابل، وأحب الشراب إليه ألبانها؟ "، قالوا: اللهمّ نعم. . . وذكر بقية الحديث.

حسن: رواه أحمد (٢٥١٤، ٢٤٨٣) من وجهين، وابن أبي حاتم في تفسيره (٣/ ٧٠٤) كلاهما من حديث ابن عباس يقوي أحدهما الآخر.

انظر تخريجه المفصل في الإيمان بخلق جبريل وصفاته.

قلت: إسرائيل هو يعقوب -عليه السلام-، وإليه ينسب شعب بني إسرائيل، فاستمر أبناء يعقوب -عليه السلام- وأبناء أبنائه إلى أن جاء موسى -عليه السلام- في تحريم لحمان الابل وألبانها، وأما التوراة التي أنزلها اللَّه تعالى على موسى -عليه السلام- فلم يحرم فيها. وإليه أشار قوله تعالى: {مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ}.

• عن ابن عباس قال: كان إسرائيل أخذه عرق النسا، فكان يبيت له زقاء، فجعل للَّه عليه إن شفاه اللَّه ألا يأكل العروق، فأنزل اللَّه تعالى: {كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ}.

صحيح: رواه عبد الرزاق (١/ ٤٠٢) وابن أبي حاتم (٣/ ٧٠٥) وصحّحه الحاكم (٢/ ٢٩٢) كلهم من حديث الثوري، عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن أبي جبير، عن ابن عباس، فذكره.

وإسناده صحيح. قال سفيان: له زقاء، قال: صياح.

قلت: ومعنى الحديثين متقارب.

١٦ - باب قوله: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ (٩٦) فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ

<<  <  ج: ص:  >  >>