قلت: بل هو غريب بهذا اللفظ الذي فيه الجزم، والصحيح هو باللفظ الأول.
وأبو صالح هو: مولى ضباعة واسمه ميناء وثّقه ابن حبان، وقال العجلي: ثقة روى عنه الكوفيون، وليّنه الحافظ في التقريب.
[٢١ - باب انقطاع العذر بعد ستين سنة]
• عن أبي هريرة عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "أعذر اللَّه إلى امرئ أخر أجله حتى بلغه ستين سنة".
صحيح: رواه البخاريّ في الرقاق (٦٤١٩) عن عبد السلام بن مطهر، حدّثنا عمر بن علي، عن معن بن محمد الغفاري، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة، فذكره.
وفي رواية عند أحمد (٧٧١٣) من وجه آخر عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة: "لقد أعذر اللَّه إلى عبد أحياه حتى بلغه ستين أو سبعين سنة، لقد أعذر اللَّه إليه، لقد أعذر اللَّه إليه".
ورواه الطبراني في الكبير (٦/ ٢٢٥)، والحاكم (٢/ ٤٢٨) كلاهما من طريق حماد بن زيد، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد نحوه.
وحماد بن زيد وهم فيه، وسلك الجادة، لأن أبا حازم من المكثرين في الرواية عن سهل بن سعد، لكن الجماعة رووه عن أبي حازم، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، وهو الصحيح، فإن الحديث حديث أبي هريرة.
وقد نصّ الدارقطني أيضًا على وهم حماد بن زيد. العلل (١٤٥٦).
ومعنى الحديث: أن العبد إذا بلغ ستين سنة ولم يتب عن المعصية فليس له عند اللَّه عذر على معصيته.
[٢٢ - باب على المسلم أن ينظر في الدين إلى من فوقه، وفي الدنيا إلى من أسفل منه]
• عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "انظروا إلى من أسفل منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم فهو أجدر أن لا تزْدروا نعمة اللَّه عليكم".
صحيح: رواه مسلم في الزهد والرقائق (٩: ٢٩٦٣) من طرق عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، فذكره.
قوله: "انظروا إلى من أسفل منكم": أي في أمور الدنيا، وأما أمور الدين فلينظر إلى من هو فوقه.
وقوله: "لا تزدروا": أي لا تحتقروا.
• عن أبي هريرة أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "إذا نظر أحدُكم إلى من فُضل عليه في المال والخَلْق فلينظر إلى من هو أسفل منه ممّن فُضل عليه".
متفق عليه: رواه البخاريّ في الرقاق (٦٤٩٠)، ومسلم في الزهد (٨: ٢٩٦٣) كلاهما من طريق