للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقد ردّ عليه الحافظ ابن القيم في بعض نقاطه ردًا مفصلًا ونصر لمن صحَّح هذا الحديث. انظر: "تهذيب السنن".

وقال الذهبيّ في "العلو" (١/ ٤١٣): هذا حديث غريب جدًّا فرد، وابن إسحاق حجّة في المغازي إذا أسند، وله مناكير وعجائب، فاللَّه أعلم أقال النبيُّ -صلى اللَّه عليه وسلم- هذا أم لا؟ واللَّه ليس كمثله شيء. والأطيط الواقع بذات العرش من جنس الأطيط الحاصل في الرَّحْل، فذاك صفة للرحمن وللعرش، ومعاذ اللَّه أن نعدَّه صفة للَّه، ثم لفظ الأطيط لم يأت به نصٌّ ثابت. وقولنا في هذه الأحاديث: إنّما نؤمن بما صحّ منها، وبما اتفق السلف على إمراره وإقراره، فأما ما في إسناده مقال، أو اختلف العلماء في قبوله وتأويله فإننا لا نتعرّض له بتقرير، بل نرويه في الجملة ونبيّن حاله. وهذا الحديث إنّما سقناه لما فيه مما تواتر من علو اللَّه فوق عرشه مما يوافق آيات الكتاب".

وللحافظ ابن عساكر جزء في تضعيف هذا الحديث باسم "تبيان الوهم والتخليط فيما أخرجه أبو داود من حديث الأطيط".

والأطيط: قال أبو عبيد: أصوات الإبل.

وقال الجوهريّ: الأطيط صوت الرّحل والإبل من ثقل أحمالهما.

وكذلك لا بصح ما رُوي عن ابن عباس موقوفًا عليه: تفكّروا في كلّ شيء، ولا تفكّروا في اللَّه، فإنّ بين السّماء السابعة إلى كرسيّه سبعة آلاف سنة نور، وهو فوق ذلك تبارك وتعالى.

رواه أبو الشيخ في "العظمة" موقوفًا على ابن عباس من طريق عاصم بن علي، عن أبيه، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، ابن عباس.

وعاصم وأبوه ضعيفان، وعطاء بن السائب مختلط.

٤ - باب أنّ العرشَ أقربُ المخلوقات إلى اللَّه

• عن ابن عباس قال: أخبرني رجل من أصحاب النبيّ -صلى اللَّه عليه وسلم- من الأنصار أنّهم بينما هم جلوس ليلة مع رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- رُمي بنجم فاستنار فقال لهم رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "ماذا كنتم تقولون في الجاهليّة إذا رُمي بمثل هذا؟ ". قالوا: اللَّه ورسولُه أعلم، كنّا نقول: وُلد الليلة رجلٌ عظيم، ومات رجلٌ عظيم. فقال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "فإنها لا يُرْمي بها لموت أحد ولا لحياته، ولكنْ ربُّنا تبارك وتعالى اسمُه إذا قضى أمرًا سبَّح حملةُ العرش، ثم سبَّح أهل السماء الذين يلونهم، حتى يبلغ التّسبيح أهلّ هذه السّماء الدُّنيا. ثم قال الذين يلون حملة العرش لحملة العرش: ماذا قال ربُّكم؟ فيخبرونهم ماذا قال".

صحيح: رواه مسلم في السلام (٢٢٢٩) من طرق عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد، قال: حدّثنا

<<  <  ج: ص:  >  >>