لقد رأيته غضب فيما كان من شأن بني كعب غضبًا لم أره غضبه منذ زمان من الدهر.
قال الهيثمي في "المجمع"(٦/ ١٦١ - ١٦٢): رواه يعلى عن حزام بن هشام بن حبيش، عن أبيه عنها. وقد وثّقها ابن حبان، وبقية رجاله رجال الصحيح.
قلت: حزام بن هشام بن حبيش قال فيه أبو حاتم: "شيخ محله الصدق" الجرح والتعديل (٣/ ٢٩٨) ولكن أباه هشام بن حبيش مجهول تفرد بالرواية عنه ابنه ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (٩/ ٥٣) ولم يقل فيه شيئًا، فهو في عداد المجهولين، وأما ابن حبان فذكره في الثقات على قاعدته في توثيق المجاهيل.
وروي معناه مطولًا عن ميمونة بنت الحارث أم المؤمنين رواه الطبراني في الكبير (٢٣/ ٤٣٣ - ٤٣٤) ولكن فيه يحيى بن سليمان بن نضلة المديني، ضعّفه الهيثمي في "المجمع"(٦/ ١٦٤).
٢ - باب أُمر المشاة إلى مكة بالإسراع في المشي
• عن جابر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج عام الفتح إلى مكة في رمضان حتى بلغ كراع الغميم. قال: فصام الناس، وهم مشاة وركبان، فقيل له: إن الناس قد شق عليهم الصوم، إنما ينظرون ما تفعل، فدعا بقدح، فرفعه إلى فيه، حتى نظر الناس، ثم شرب، فأفطر بعض الناس، وصام بعض، فقيل للنبي - صلى الله عليه وسلم -: إن بعضهم صام، فقال:"أولئك العصاة". واجتمع المشاة من أصحابه، فقالوا: نتعرض لدعوات رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقد اشتد السفر، وطالت المشقة، فقال لهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "استعينوا بالنسل، فإنه يقطع عَلم الأرض، وتخفون له". قال: ففعلنا، فخففنا له.
صحيح: رواه أبو يعلى (١٨٨٠) - وعنه ابن حبان (٢٧٠٦) - عن عبد الله بن عمر بن أبان قال: حدثنا عبد الوهاب الثقفي، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر بن عبد الله قال: فذكره.
ورواه ابن خزيمة في صحيحه (٢٥٣٦) من وجه آخر عن عبد الوهاب به مختصرًا. ورواه (٢٥٣٧) أيضًا من طريق ابن جريج قال: أخبرني جعفر بن محمد به مختصرًا، وفيه "عليكم بالنسلان".
وقوله:"النسل" هو الإسراع في المشي.
[٣ - باب إرسال قريش أبا سفيان بن حرب إلى المدينة لتجديد العهد الذي كان بينهم وبين النبي - صلى الله عليه وسلم -]
قال ابن إسحاق: ثم خرج بديل بن ورقاء في نفر من خزاعة حتى قدموا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة، فأخبروه بما أصيب منهم، وبمظاهرة قريش بني بكر عليهم، ثم رجعوا إلى مكة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للناس:"كأنكم بأبي سفيان وقد جاء ليشد العقد ويزيد في المدة" ومضى بديل بن ورقاء في أصحابه حتى لقوا أبا سفيان بن حرب بعسفان، وقد بعثته قريش إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليشد