تقدم في الحديث الذي قبله.
وإسناده صحيح، وروي عن شعبة موقوفا، والمرفوع أصح.
وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين".
ولا تعارض بين هذا الحديث والحديث الذي قبله، فإن الساعة تقوم على شرار الخلق حين لا يبقى في الأرض أحد يقول: اللَّه اللَّه، وفي ذلك الزمان لا يحج البيت ولا يعتمر، وأما قبل هذا فيحج ويعتمر حتى بعد خروج يأجوج ومأجوج، فإن خروجهما يكون في زمن عيسى ابن مريم، ويهلكهم اللَّه بدعاء عيسى عليه السلام كما في حديث النواس بن سمعان عند مسلم، وفي زمن عيسى المسلمون متوافرون.
بل ثبت في الحديث أن عيسى عليه السلام يحج البيت في ذلك الزمان.
• عن أبي هريرة، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "والذي نفسي بيده ليهلن ابن مريم بفج الروحاء حاجًّا أو معتمرًا أو ليثنينهما"
صحيح: رواه مسلم في الحج (١٢٥٢) من طريق الزهري، عن حنظلة الأسلمي قال: سمعت أبا هريرة يقول: فذكره.
[٤١ - باب ما جاء في هدم الكعبة في آخر الزمان]
• عن أبي هريرة، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "يخرب الكعبة ذو السويقتين من الحبشة".
متفق عليه: رواه البخاريّ في الحج (١٥٩١)، ومسلم في الفتن وأشراط الساعة (٢٩٠٩) كلاهما من طريق سفيان بن عيينة، حدّثنا زياد بن سعد، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة قال: فذكره.
• عن ابن عباس، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "كأني به أسود أفحج يقلعها حجرًا حجرًا".
صحيح: رواه البخاريّ في الحج (١٥٩٥) عن عمرو بن علي، حدّثنا يحيى بن سعيد، حدّثنا عبيد اللَّه بن الأخنس، حدثني ابن أبي مليكة، عن ابن عباس، فذكره.
قوله: "أفحج" من الفحج وهو: تباعدُ ما بين الفخذين.
وقوله: "يقلعها" يعني الكعبة كما في رواية أحمد (٢٠١٠).
• عن أبي هريرة، أن رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "يبايع لرجل ما بين الركن والمقام، ولن يستحل البيت إلا أهله، فإذا استحلوه، فلا تسأل عن هلكة العرب، ثم تأتي الحبشة فيخربونه خرابًا لا يعمر بعده أبدًا، وهم الذين يستخرجون كنزه".
صحيح: رواه أحمد (٧٩١٠)، وصحّحه ابن حبان (٦٨٢٧)، والحاكم (٤/ ٤٥٢ - ٤٥٣) كلهم من طريق ابن أبي ذئب (وهو محمد بن عبد الرحمن)، عن سعيد بن سنان قال: سمعت أبا هريرة