[٢٥ - باب ما جاء في حلية أهل الجنة]
قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يُدْخِلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤًا وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ} [الحج: ٢٣].
وقال تعالى: {أُولَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِنْ سُنْدُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا} [الكهف: ٣١]
• عن سعد بن أبي وقاص، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "لو أن ما يقل ظفر مما في الجنة بدا لتزخرفت له ما بين خوافق السماوات والأرض، ولو أن رجلا من أهل الجنة اطلع فبدا أساوره لطمس ضوء الشمس كما تطمس الشمس ضوء النجوم".
حسن: رواه الترمذيّ (٢٥٣٨)، وأحمد (١٤٦٧)، والبغوي في شرح السنة (٤٣٧٧) كلهم من طريق عبد اللَّه بن المبارك -وهو في زهده (٤١٦) - قال: أخبرنا ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن داود بن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه، عن جده، فذكره.
وإسناده حسن من أجل ابن لهيعة، فإن فيه كلاما معروفا، ولكن رواية عبد اللَّه بن المبارك عنه أعدل من غيره، وهذه منها.
وله طرق أخرى، وهذه أصحها.
قال الترمذيّ: "هذا حديث غريب لا نعرفه بهذا الإسناد إلا من حديث ابن لهيعة، وقد روى يحيى بن أيوب، هذا الحديث عن يزيد بن أبي حبيب، وقال: عن عمر بن سعد بن أبي وقاص، عن النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-". يعني مرسلا.
كذا قال! وقد رواه أيضًا الليث بن سعد، عن يزيد بن أبي حبيب كما قال الدارقطني في العلل (٦٠٨) ورجح الموصول على المرسل.
• عن أبي حازم قال: كنت خلف أبي هريرة، وهو يتوضأ للصلاة، فكان يمد يده حتى تبلغ إبطه، فقلت له: يا أبا هريرة، ما هذا الوضوء؟ فقال: يا بني فروخ، أنتم هاهنا؟ لو علمت أنكم ها هنا ما توضأت هذا الوضوء، سمعت خليلي -صلى اللَّه عليه وسلم- يقول: "تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء".
صحيح: رواه مسلم في الإيمان (٢٥٠) عن قتيبة بن سعيد، حدّثنا خلف، عن أبي مالك الأشجعي، عن أبي حازم، فذكره.
• عن أبي هريرة قال: قال رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم-: "من سرّه أن يسقيه اللَّه عز وجل الخمر في الآخرة، فليتركها في الدنيا، ومن سرّه أن يكسوه اللَّه الحرير في الآخرة، فليتركه في الدنيا، أنهار الجنة تفجر من تحت تلال -أو من تحت جبال- المسك، ولو كان