والخلة هي أرفع مقامات المحبة؛ لأنه كما قال تعالى:{وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى}[سورة النجم: ٣٧] أي أنّه قام بجميع ما أمر به عن عبادة اللَّه، والتضحية في سبيل اللَّه، وبناء بيت اللَّه.
• عن عمرو بن ميمون أنّ معاذا لما قدم اليمن، صلّى بهم الصبح، فقرأ {وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} قال رجل من القوم: "لقد قرّتْ عينُ أمّ إبراهيم".
صحيح: رواه البخاريّ في المغازي (٤٣٤٨)، عن سليمان بن حرب، حدّثنا شعبة، عن حبيب ابن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن عمرو بن ميمون، فذكره.
قوله:{وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ} يعني آيات الفرائض في أول هذه السورة.
وقوله:{وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْوِلْدَانِ} أي ما كانوا يورِّثون النساء والصبي حتى يحتلم فأنزل اللَّه تعالى أول سورة النساء من الفرائض.
• عن عائشة:{وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ فِي يَتَامَى النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا تُؤْتُونَهُنَّ مَا كُتِبَ لَهُنَّ وَتَرْغَبُونَ أَنْ تَنْكِحُوهُنَّ} قالت عائشة: "هو الرجل تكون عنده اليتيمة، هو وليها ووارثها، فأشركته في ماله حتى في العذق، فيرغب أن ينكحها ويكره أن يزوّجها رجلا فيشركه في ماله بما شركته فيعضلها، فنزلت هذه الآية".
متفق عليه: رواه البخاريّ في التفسير (٤٦٠٠)، ومسلم في التفسير (٣٠١٨: ٧) كلاهما من طريق أبي أسامة، حدّثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة، فذكرته. واللفظ للبخاري ولفظ مسلم نحوه.
• عن عائشة قالت: ثم إنّ الناس استفتوا رسول اللَّه -صلى اللَّه عليه وسلم- فأنزل اللَّه تعالى:{وَيَسْتَفْتُونَكَ فِي النِّسَاءِ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِيهِنَّ وَمَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ} الآية. قالت: "والذي ذكر اللَّه أنه يتلى عليهم في الكتاب الآية الأولى التي قال اللَّه فيها {وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ}[سورة النساء: ٣].
صحيح: رواه ابن أبي حاتم في تفسيره (٤/ ١٠٧٦) قال: قرأت على محمد بن عبد اللَّه بن عبد الحكم، أنبأ ابن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب، أخبرني عروة بن الزبير عن عائشة