خلافك. فارتفعت أصواتهما عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فنزلت: ... إلى قوله - {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ ... إِلَى قوْلِهِ- عَظِيمٌ} [لحجرات: ٢ - ٣] قال ابن أبي مليكة: قال ابن الزبير: فكان عمر بعد -ولم يذكر ذلك عن أبيه، يعني أبا بكر- إذا حدث النبي - صلى الله عليه وسلم - بحديث حدثه كأخي السرار، لم يسمعه حتى يستفهمه.
صحيح: رواه البخاريّ في الاعتصام (٧٣٠٢) عن محمد بن مقاتل، أخبرنا وكيع، عن نافع بن عمر، عن ابن أبي مليكة، فذكره.
وفي الباب ما روي عن أبيض بن حمال أنه كَلَّم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الصدقة حين وفد عليه، فقال: "يا أخا سبأ! لا بد من صدقة" فقال: إنما زرعنا القطن يا رسول الله، وقد تبددت سبأ ولم يبق منهم إلا قليل بمأرب، فصالح نبي الله - صلى الله عليه وسلم - على سبعين حلة بز من قيمة وفاء بز المعافر، كل سنة عمن بقي من سبأ بمأرب، فلم يزالوا يؤدونها حتى قبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
وإن العمال انتقضوا عليهم بعد قبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما صالح أبيض بن حمال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الحلل السبعين؛ فرد ذلك أبو بكر على ما وضعه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى مات أبو بكر، فلما مات أبو بكر رضي الله عنه انتقض ذلك، وصارت على الصدقة.
رواه أبو داود (٣٠٢٨) من طرق عن فرج بن سعيد، حدثني عمي ثابت بن سعيد بن أبيض، عن أبيه سعيد، عن جده أبيض بن حمال، فذكره.
في إسناده ثابت بن سعيد بن أبيض، لا يذكر له راو غير فرج بن سعيد، ولم يوثقه غير ابن حبان، ولذا قال ابن حجر: "مقبول" أي: عند المتابعة، ولم أجد له متابعا.
وفيه أيضا سعيد بن أبيض بن حمال، لا يذكر له راو غير ابنه ثابت بن سعيد، ولم ينقل توثيقه عن أحد غير ابن حبان ذكره في ثقاته. ولذا قال ابن حجر: "مقبول" أي: عند المتابعة. ولم أجد له متابعا.
قال عبد الحق الإشبيلي: لا يحتج بإسناد هذا الحديث فيما أعلم، لأن سعيدًا لم يرو عنه فيما أرى إلا ثابت، وثابت مثله في الضعف. أهـ. نقله عنه ابن القيم في تهذيب السنن (٤/ ٢٤٥).
[١٣ - باب وفد كندة]
• عن الأشعت بن قيس قال: أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في وفد كندة، ولا يروني إلا أفضلهم، فقلت: يا رسول الله، ألستم منا؟ فقال: "نحن بنو النضر بن كنانة، لا نقفو أمنا، ولا ننتفي من أبينا".
حسن: رواه ابن ماجه (٢٦١٦) وأحمد (٢١٨٣٩) كلاهما من حديث حماد بن سلمة، عن عقيل بن طلحة السلمي، عن مسلم بن هيضم، عن الأشعث بن قيس، فذكره.
وإسناده حسن من أجل مسلم بن هيضم، فإنه حسن الحديث.