صحيح: رواه النسائي (٩٥٧) عن إبراهيم بن الحسن المقسمي، قال: حدثنا حجاج بن محمد، عن عمر بن ذر، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس فذكره. وإسناده صحيح.
ولكن أعله البيهقي (٢/ ٣١٩) بالإرسال فقال: روى الشافعي في القديم، عن سفيان بن عيينة، عن عمر بن ذر، عن أبيه، فذكر الحديث. وقال: "هذا هو المحفوظ مرسلًا، وقد رُوي عن عمر بن ذر، عن أبيه، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس موصولًا وليس بقوي" انتهى.
قلت: ليس كما قال، فإن الذي وصله هو الحجاج بن محمد وهو المصيصي الأعور أحد الأئمة الثقات الضابطين قال فيه الإمام أحمد: ما كان أضبطه وأشد تعاهده للحروف. ورفع أمرهُ جدًا فزيادة مثله مقبولة على قواعد المحدثين.
• عن أبي سعيد أنه قال: قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو على المنبر {ص} فلما بلغ السجدة نزل فسجد، وسجد الناس معه، فلما كان يوم آخر قرأها فلما بلغ السجدةَ تشزَّن الناس للسجود، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنما هي توبةُ نَبِيٍّ، ولكني رأيتكم تشزَّنتُم للسجود" فنزل فسجد، وسجدوا.
حسن: رواه أبو داود (١٤١٠) عن أحمد بن صالح، حدثنا ابن وهب، أخبرني عمرو -يعني ابن الحارث- عن سعيد بن أبي هلال، عن عياض بن عبد الله بن سعد بن أبي سرح، عن أبي سعيد فذكره.
وإسناده حسن لأجل سعيد بن أبي هلال فإنه حسن الحديث.
وصحّحه ابن خزيمة (١٤٥٥)، وابن حبان (٢٧٦٥)، والحاكم (٢/ ٤٣١ - ٤٣٣) كلهم من طريق سعيد بن أبي هلال، قال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين". وقال النووي في الخُلاصة (٢١٤٠): "سنده صحيح على شرط البخاري".
وقوله: "تشزَّن" بمثناة فوقه، وشين معجمة، وزاء مشدَّدة أي تهيَّأَ.
[٧ - باب ما يقول في سجود القرآن]
• عن عائشة قالت: كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول في سجود القرآن بالليل: "سجد وجهي للذي خلقه، وشق سمعه وبصرَه بحوله وقوته".
صحيح: رواه الترمذي (٥٨٠)، والنسائي (١١٢٩) كلاهما من طريق عبد الوهاب الثقفي، عن خالد الحذاء، عن أبي العالية، عن عائشة فذكرته.
وإسناده صحيح، قال الترمذي: "حسن صحيح".
ورواه الحاكم (١/ ٢٢٠) وقال: "صحيح على شرط الشيخين". وزاد الحاكم: "فتبارك الله أحسن الخالقين".
وأما ما رواه أبو داود (١٤١٤) من طريق إسماعيل -وهو ابن علية- عن خالد الحذاء، عن