وإسناده حسن لأن سعيد بن زياد الشيباني مختلف فيه.
وثَّقه ابن معين والعجلي وابن حبان، وقال النسائيّ: ليس به بأس.
اختلف في معنى التخصر. والصحيح الذي عليه المحدثون أن يصلِّي الرّجل واضعًا يده على الخاصرة. واختلف في حكمة النهي فالصَّحيح أنَّ فيه تشبهًا بالصّليب كما قال عبد الله بن عمر.
وكانت عائشة تكره أن يجعل يده في خاصرته، وتقول: إن اليهود تفعله. أخرجه البخاريّ في أحاديث الأنبياء (٣٤٠٨) موقوفًا عليها.
قال الخطّابي: إن ذلك من فعل اليهود. وقد رُوِيَ في بعض الأخبار: أن إبليس أُهبط إلى الأرض كذلك وشكل من أشكال أهل المصائب، ويضعون أيديهم على الخواصر إذا قاموا في المآتم، وقيل هو أن يُمِسك بيده مِخصرةً، أي عصا يتوكأ عليها.
قال الحافظ ابن حجر: "اختلف في حكمة النهي عن ذلك فذكر منها ما ذكرت، وزاد عليها حِكمًا أخرى" "الفتح" (٣/ ٨٩).
٦ - باب كراهية الالتفات في الصّلاة
• عن عائشة قالت: سألت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الالتفات في الصّلاة فقال: "هو اختلاس يختلِسه الشّيطانُ من صلاة العبد".
صحيح: رواه البخاريّ في الأذان (٧٥١) عن مسدد، قال: حَدَّثَنَا أبو الأحوص قال: حَدَّثَنَا أشعث بن سُليم، عن أبيه، عن مسروق، عن عائشة فذكرته.
وقوله: اختلاس: أي: اختطاف بسرعة.
• وعن الحارث الأشعري أن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال في حديث طويل "وإن الله أمركم بالصلاة، فإذا صلَّيتُم فلا تلتفِتوا، فإن الله ينصبُ وجهه لوجه عبده في صلاته ما لم يلتفِتْ".
صحيح: رواه الترمذيّ (٢٨٦٤) عن محمد بن إسماعيل، حَدَّثَنَا موسى بن إسماعيل، وعن محمد بن بَشَّار، حَدَّثَنَا أبو داود الطيالسيّ، كلاهما عن أبان بن يزيد، حَدَّثَنَا يحيى بن أبي كثير، عن زيد بن سلّام، أن أبا سَلّام حدَّثه أن الحارث الأشعري حدَّثه فذكر مثله في حديث طويل سيأتي في الأمثال.
وهو في مسند أبي داود الطيالسي (١٢٥٧).
وصحّحه ابن خُزَيمة (٤٨٣، ٩٣٠)، وابن حِبَّان (٦٢٣٣)، والحاكم (١/ ٢٣٦) وقال: على شرط الشّيخين، وقال الترمذيّ: حسن صحيح غريب، قال محمد بن إسماعيل: الحارث الأشعري له صحبة، وله غير هذا الحديث. وقال: أبو سلّام: اسمه ممطور".
قلت: ممطور ثقة من رجال مسلم.
• عن أبي ذرّ، عن النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال: "لا يزال الله عَزَّ وَجَلَّ مقبلًا على العبد وهو